المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: أشار خبير في الشؤون الدولية إلى فوز الحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا في الإنتخابات البرلمانية وتأثير هذا الاختيار على التفاعلات الإقليمية والدولية لألمانيا والاتحاد الأوروبي، قائلاً: إن العلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة في عهد دونالد ترامب، أصبحت واحدة من التحديات الجادة للاتحاد الأوروبي. ومع الأخذ في الاعتبار المكانة المحورية لألمانيا في الاتحاد الأوروبي، فمن المتوقع أن تلعب ألمانيا دوراً مهماً في هذه العلاقة. لذلك، فإن أحد أهم الموضوعات التي يجب على فريدريش ميرتس، المستشار المقبل لألمانيا، أن يعطيها الأولوية هو كيفية التعامل مع هذين الأمرين.
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، تطرق رحمان قهرمانبور للفوز الذي حققه الحزب الديمقراطي المسيحي، وقال: قبل كل شيء، أدى الأداء الضعيف لأولاف شولتس إلى تمكّن الحزب الديمقراطي المسيحي من تحقيق موقع جيد في الانتخابات، حيث أظهر تراجع أصوات شولتس أن المواطنين غير راضين عن أدائه. ثانياً؛ في الانتخابات السابقة، خسر حزب أنجيلا ميركل أكثر بسبب أخطائه الداخلية وليس بسبب القوة المتنامية لحزب الخضر. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأزمة التي واجهت ألمانيا أدت إلى زيادة شعبية حزب الخضر، ومن جهة أخرى، أدت الخلافات الداخلية داخل الحزب الديمقراطي المسيحي حول مرشح المستشار إلى إضعاف هذا الحزب. أما السبب الثالث فيجب أن يُنظر إليه في توسيع القاعدة الجغرافية والسياسية لحزب البديل، الذي تمكن، بعد نجاحه في انتخابات ولايتين في ألمانيا، من الحصول على جزء كبير من الأصوات وحقق موقعاً جيداً بين الشباب والنساء.
وتابع الخبير قائلاً: على الرغم من أن ألمانيا كانت من بين الدول الأوروبية التي قاومت صعود اليمين المتطرف في أوروبا، إلا أنها في النهاية، مثل فرنسا، رضخت لقبول اليمين المتطرف، وأصبح حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) الحزب الثاني بعد الحزب الديمقراطي المسيحي في البرلمان الألماني.
وفيما يتعلق بتأثير فوز هذا الحزب على قوة ونفوذ الاتحاد الأوروبي والتفاعل مع الولايات المتحدة، قال الخبير في الشؤون الدولية: مع فوز ترامب، أصبحت الظروف أكثر صعوبة بالنسبة لألمانيا وعلاقتها مع حلف الناتو وضمان الأمن الأوروبي. منذ سنوات، كانت ألمانيا تحت الضغط لزيادة ميزانيتها الدفاعية، وكذلك لتشكيل قوة دفاعية أوروبية مستقلة بالتعاون مع فرنسا، لكنها، بسبب تاريخها في الحرب العالمية الثانية وتركيزها على التنمية الاقتصادية، كانت تتجنب قبول هذه المسؤولية، وتحاول ضمان أمنها من خلال التحالف مع الولايات المتحدة وتقليل التهديدات الروسية. ومع ذلك، فإن الهجوم الروسي على أوكرانيا وضع هذا التوجه العام في ألمانيا أمام تحديات. لذلك، يجب أن نرى ما سيفعله الحزب الديمقراطي المسيحي في مواجهة تحدي فوز ترامب والوضع في أوكرانيا؟
وحول مواجهة أوروبا لمسألة أوكرانيا، صرح قهرمان بور: في ظل التحديات الجادة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي من الداخل، واختلاف الآراء حول قبول عضوية مولدوفا وتركيا وأوكرانيا وجورجيا ووضع البلقان، أصبحت مسألة العلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة في عهد دونالد ترامب، واحدة من التحديات الجادة للاتحاد الأوروبي. ومع الأخذ في الاعتبار المكانة المحورية لألمانيا في الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن تلعب ألمانيا دوراً مهماً في هذا السياق.
وأضاف: إن ألمانيا في سياستها الخارجية باتت في مكان ما بين نهج فرنسا تجاه الولايات المتحدة ونهج الاتحاد الأوروبي تجاه الولايات المتحدة. بمعنى أنها من جهة لديها علاقات أمنية وعسكرية وثيقة مع الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى تسعى إلى أن لا تؤدي هذه العلاقة الوثيقة مع الولايات المتحدة إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي. لذلك، فهي أمام تحديات صعبة.
واختتم الخبير في الشؤون الدولية الحوار قائلاً: بالنظر إلى أن ترامب قد مارس ضغوطاً كبيرة على الاتحاد الأوروبي بشأن مسألة أوكرانيا والناتو وفرض الرسوم الجمركية، لذا علینا أن نرى كيف سيساعد فريدريش ميتس في تحقيق التوازن بين علاقة ألمانيا بالولايات المتحدة وتعزيز التكامل داخل الاتحاد الأوروبي.
0 تعليق