المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في القضايا الدولية: "تقديم شكوى إلى محكمة العدل الدولية ضد الكيان الإسرائيلي بسبب ممارساته اللاإنسانية ضد المدنيين في المناطق السكنية هو أحد أفضل الحلول القانونية التي ينبغي اتباعها بجدية إلى جانب الحلول السياسية."
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال مهدي ذاكريان عن الأعمال العسكرية للكيان الإسرائيلي في لبنان والهجمات العمياء على المناطق السكنية والمدنية في العاصمة اللبنانية: “ينتهك الكيان الإسرائيلي حقوق الإنسان بحجة الدفاع المشروع ضد ارتكاب حماس وحزب الله جرائم بحق مواطنيه، وبنفس الحجة يلاحق حزب الله اللبناني وحماس وجماعات جهادية أخرى، وحتى المجتمع الدولي يبرر أحياناً ممارسات الكيان تحت هذه الذريعة، بحيث لم تدن الولايات المتحدة ولا أي دولة أوروبية اغتيال الأمين العام لحزب الله. لكن ما يهتم به المجتمع الدولي في خضم اعتداءات الكيان الإسرائيلي ويطالب بوقفها هو استهداف المدنيين وقصف الأماكن المدنية التي كانت عرضة للاستهداف بشدة حتى الآن. رغم ذلك، تجاهل الكيان الإسرائيلي حتى الآن هذه المخاوف ولم يولِ اهتماماً بهذه المطالب.”
وقال الخبير في القضايا الدولية: “يعارض المجتمع الدولي استهداف الكيان الإسرائيلي المدنيين وعدم التمييز بينهم وبين العسكريين في هجماته على غزة والضفة الغربية ولبنان. إن قيام الكيان الإسرائيلي بإصدار تحذيرات أو تهديدات للمدنيين بإخلاء المدن وتهجير السكان بسبب تواجد قوات حماس وحزب الله هو أمر لا يقبله المجتمع الدولي، وقد صدرت العديد من القرارات والبيانات بهذا الخصوص، لكن لا يبدو أن هناك ما يوقف الكيان الإسرائيلي من التمادي في ممارساته الإجرامية.”
وأشار ذاكريان إلى كلمة نتنياهو في الأمم المتحدة أمام المقاعد الفارغة التي تركها معظم الحضور، قائلاً: “اليوم يعيش الكيان الإسرائيلي في عزلة. في الماضي، رأينا أنه كلما ألقى رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي خطاباً، كان حشد كبير حاضراً في القاعة يصفق له، لكن هذه المرة كانت القاعة فارغة وحتى ممثلي الولايات المتحدة لم يصفقوا له ولم يقفوا له احتراماً. لذلك فإن الوضع السياسي والدولي للكيان الإسرائيلي ليس جيداً على الإطلاق، وهو في عزلة دولية.”
وقال الخبير في القضايا الدولية: “المشكلة هي أن الدول العربية والإسلامية في المنطقة ليس لديها ما يكفي من وحدة الموقف والإرادة لمواجهة الكيان الإسرائيلي وداعميه. إننا نشهد نوعاً من التقاعس الشديد ضد هذا الكيان من قبل دول العالم، خاصة الدول الإسلامية. لم تطلب أي من دول المنطقة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن لبنان، لأنها ترحب بإخراج حزب الله من التطورات السياسية في لبنان.”
وفيما يتعلق بالحلول القانونية لإدانة أعمال الكيان الإسرائيلي ضد الإنسانية، قال الخبير: “إيران ليست عضواً في المحكمة الجنائية ولا يمكنها تقديم شكوى بهذا الخصوص وعليها طلب المساعدة من الدول الأخرى، لكن يمكنها تقديم شكوى أمام محكمة العدل الدولية، مثلما تقدمت جنوب أفريقيا في وقت سابق بشكوى ضد الكيان الإسرائيلي بشأن الإبادة الجماعية في غزة.”
واختتم ذاكريان قائلاً: “مع الأسف، بعض التوجهات السياسية تجعل يد إيران مغلولة حتى في هذه الأوساط وتمنعها من الإمساك بزمام المبادرة. ففي موضوع الشكوى ضد الكيان الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية، لم تقم إيران بتقديم شكوى ضد الكيان الإسرائيلي اعتقاداً منها بأن هذا الأمر يعتبر نوعاً من الاعتراف بهذا الكيان، وبالتالي أخذت جنوب أفريقيا بزمام الأمر. في الوقت نفسه، يجب على إيران، بالإضافة إلى الطرق القانونية، أن تسرع وتعمق نشاطها السياسي لاستيفاء حقوق المظلومين في لبنان وفلسطين وجبهة المقاومة.”
0 تعليق