المجلس الاستراتيجي أونلاين – حوار: قال السفير الإيراني السابق في أذربيجان: ممر زنغزور غير المقبول هو طريق لعبور الغرب وحلف الناتو الى بحر قزوين، وفتحه لا يصب في مصلحة روسيا ولا يمكن أن يكون له مكاناً في السياسة الاستراتيجية لموسكو.
في حواره مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، ذكر محسن باك آئين إنه بعد زيارة بوتين الأخيرة لأذربيجان، أدلى وزير خارجيته سيرغي لافروف بتصريحات على القناة الأولى للتلفزيون الروسي بأن أرمينيا تنتهك اتفاقية وقعها باشينيان لإزالة قطع الاتصالات، مضيفاً: إن لافروف يشير إلى اتفاقية السلام لعام 2020 في موسكو، والتي تم التوصل إليها بعد الحرب التي استمرت 44 يوماً، وحتى في البند 9 من تلك الاتفاقية، لم يتم ذكر ممر زنغزور، وإنما طلب من الجانبان إنهاء حالة قطع الاتصالات.
وصرح السفير الإيراني السابق في باكو أن أذربيجان وأرمينيا أعلنتا في عملية مفاوضات السلام أنهما لم تتوصلا بعد إلى نتيجة محددة لإزالة قطع مسارات التواصل، لهذا تم حذف هذا البند من مفاوضات السلام وسيتفاوضان عليه لاحقاً، أي أن البلدين غير مهتمين بالدخول في مسألة إزالة قطع الاتصالات ولذلك قاما بتأجيله إلى ما بعد اتفاق السلام، لأن إطلاق سراح الأسرى وترسيم الحدود أكثر أهمية بالنسبة لهما.
وقال باك آئين: يبدو إن الهدف المراد من تصريحات المسؤولين الروس هو الضغط على أرمينيا، حيث زادت يريفان من نهجها الغربي كما زادت علاقاتها مع الدول الغربية، خاصة مع فرنسا. والمثال على ذلك، أرسلت فرنسا في الآونة الأخيرة، شحنات أسلحة إلى أرمينيا عن طريق الجو. وقد أثارت هذه الخطوة مخاوف روسيا، وتعزى تصريحات لافروف إلى هذا الموضوع. في الواقع، أدلى بهذه التصريحات في جمهورية أذربيجان ليتم تأويلها ضد أرمينيا.
وعن فتح ممر زنغزور، قال السفير الإيراني السابق في أذربيجان: تتطلع روسيا إلى كسب امتيازات من أذربيجان في مجال الطاقة، ولهذا اتخذت مثل هذا الموقف لصالح باكو، لكن لايمكن القول إن روسيا تسعى إلى فتح ممر زنغزور، الذي يضر بها. وذلك لأن هذا الممر هو طريق عبور الغرب والناتو الى بحر قزوين، ولا يصب في مصلحة روسيا ولا يمكن أن يكون له مكاناً في السياسة الاستراتيجية لموسكو. روسيا ستكون راضية تجاه فتح هذا الممر متى ما قامت قواتها بالإشراف على حركة المرور فيه، وهو ما لا تقبله أرمينيا.
وتابع السفير بالقول: “حتى لو كان هدف روسيا من إزالة قطع الاتصالات هو فتح ممر زنغزور، فبأي طريق سيكون ذلك؟ هل سيكون عن طريق السلام أم طريق الحرب؟ إذا تم ذلك بطريقة سلمية بحيث تحكم أرمينيا هذا الممر ويمكن لأذربيجان الذهاب إلى نخجوان ويمكن لتركيا القدوم إلى شرق أذربيجان، فسيكون لأرمينيا في هذه الحالة مطالب، بمعنى أنه يجب على الدول الأخرى فتح حدود أرمينيا تجاه إيران وتركيا؛ أي أن أرمينيا بإمكانها الوصول إلى إيران عن طريق نخجوان والوصول إلى تركيا والبحر الأسود من الشمال، والوصول الى بيلة سوار وآستارا عن طريق شرق أذربيجان. لكن من المستبعد جداً أن توافق أذربيجان وتركيا على هذا، لأن سياسة هذين البلدين هي تطويق أرمينيا وليسا على استعداد لفتح طرق أخرى لها.
وأضاف السفير السابق في باكو: “لكن من غير المرجح أيضاً أنهم يريدون اللجوء إلى الحرب لفتح ممر زنغزور، لأن أذربيجان وأرمينيا قد خرجتا للتو من حرب استمرت 30 عاماً ولا تريدان الدخول في الحرب مرة أخرى”. وإذا حدثت هذه الحرب، ستتضرر إيران وستتأثر الحدود، وبالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تتدخل الدول من خارج المنطقة، خاصة فرنسا والولايات المتحدة، في هذه الحرب لدعم أرمينيا، وستصبح أرمينيا أوكرانيا أخرى، وهو أمر غير جيد لروسيا، التي تحارب حالياً على الجبهة الأوكرانية، لذا من غير المرجح أن تدخل روسيا حرباً أخرى في منطقة القوقاز. لذلك لا توجد إمكانية لفتح ممر زنغزور سواء عن طريق المفاوضات السلمية أو الحرب.
وقال باك آئين: إن المواقف الأخيرة للمسؤولين الروس بشأن ممر زنغزور تعكس موقفاً سياسياً ضد أرمينيا أكثر من كونها موقفاً تنفيذياً وأفعالاً تريد روسيا متابعتها بجدية.
وأضاف: “بطبيعة الحال، فإن الحكم على حقيقة التصريحات الأخيرة للمسؤولين الروس حول ممر زنغزور والغاية منها، والتي تتعارض مع المصالح الوطنية لإيران، كما أعربت السلطات العليا للجمهورية الإسلامية الإيرانية عن معارضتها الصريحة لتلك التصريحات، يتطلب تلقي تفسيراتهم المفصلة والواضحة لمنع تأزيم العلاقات من قبل أعداء العلاقات وأولئك الذين يعارضون الحفاظ على الهدوء وتعزيز وتعميق العلاقات”.
0 تعليق