المجلس الإستراتیجي أونلاین ـ حوار: قال دبلوماسي إیراني سابق حول تردد السعودیة تجاه التعامل مع الصین في إطار إتفاقية التجارة الحرة بین الصین ودول مجلس تعاون الخلیج الفارسي إنه ليس لهذه القضیة سبب إقتصادي أو سیاسي بحت، مع أن أسباب هذا التردد والتأخیر تتغير بشكل آني وذلك بسبب التطورات الإقلیمیة والدولیة، وهو بالطبع یندرج في إطار مصالح کل طرف من أطراف الاتفاق.
قال إبراهیم رحيم بور في حواره مع موقع المجلس الإستراتیجي للعلاقات الخارجیة بشأن أسباب وقف المفاوضات بین الصین ومجلس تعاون دول الخلیج الفارسي بسبب تردد السعودیة حول تأثیر إستیراد البضائع الصینیة الرخیصة علی البرامج الإقتصادیة طویلة المدی للریاض: هذه القضیة لیست أحادیة البعد و لایمکن الحديث عنها دون الأخذ بالاعتبار الحساسیات السیاسیة، والإقتصادیة والأمنیة و غيرها.
وأشار: إنه من الطبیعي أن تترتب على الدول التزامات تجاه بعضها البعض من خلال توقیع إتفاقیات ثنائیة أو متعددة الأطراف، ويتم تحقيق أياً من هذه الإتفاقیات من خلال دعم وتوفير ارضيات سیاسیة، وإقتصادیة، وأمنیة وعسکریة.
وتابع الخبیر في الشؤون الإقلیمیة والدولیة أن الإلتزامات والعلاقات تتوسع عبر التعاملات السیاسیة والإستراتیجیة، لکن التعاملات الإقتصادیة والإتفاقیات في هذا الصدد تجعل الأطراف تتصرف بشکل أقوی تجاه الإلتزامات وحماية مصالح بعضها البعض.
وأشار رحيم بور إلی توسیع تعاملات الصین الإقتصادیة مع مختلف دول العالم خاصة مع دول غرب آسیا خلال السنوات الأخیرة، قائلاً: تعتبر الصین الشریک التجاري الأول للعدید من دول العالم ولدیها جمیع أنواع البضائع للتصدیر. لذلک، فإن التوترات الإقتصادیة بین الصین وحلفائها حقیقیة بسبب الأهداف الإقتصادیة التي تسعى اليها هذه الدول في المنطقة. هذه الصراعات يمكن أن تكون منفصلة عن القضايا السياسية، والأمنية، والعسكرية، والإستراتیجیة وفي نفس الوقت تکون مرتبطة بهذه القضایا. في الحقيقة، فإن هذه القضایا لیست مستقلة عن بعضها البعض، وإن لها في كل الأبعاد دوراً في سببية وکیفیة حدوث هذا التعامل.
وقال رحیم بور: هذه التوترات والإجتناب من قبل كل دولة من أجل الحصول على إمتيازات في الإتفاق، هي لصالحها.
ورداً علی سؤال حول ما اذا كان قرار السعودیة بتعلیق الإتفاقیة الإقتصادیة مع الصین هو نتيجة لضغوط الولایات المتحدة أم لا، صرح الخبیر في الشؤون الإقلیمیة: یجب الأخذ بدقة إحصائیات وأرقام التبادلات والإتفاقیات بین الصین والسعودیة، وکذلک بین الصین ودول مجلس تعاون الخلیج الفارسي، لکن حالیاً، لدی السعودیة تحفظات بسبب علاقاتها الخفیة مع الکیان الصهیوني و من هذا المنطلق فهي تواجه ضغوطاً کبیرة في المنطقة. في الواقع، لدی السعودیة العدید من المشاکل السیاسیة في هذا المجال، وهي مترددة في کیفیة التصرف في مثل هذه الظروف.
وأشار رحیم بور إلی قضیة غزة واستمرار الحرب في الأراضي المحتلة، قائلاً: کما نری، في قضیة غزة تعمل قطر ومصر وسطاء على أرض الواقع، ولیس للسعودیة دوراً في هذا الأمر، لذلک لدی الرياض بالطبع تحفظات مع الأمریکیین بشأن تعاملاتها مع الصین.
واختتم الخبیر بالقول: في الوقت نفسه، تلعب السعودیة مع القوی العالمیة بشکل جید، ليس لأنها أصبحت أقل اعتماداً والتصاقاً بالولایات المتحدة، بل تری مصالحها في أن تکون لدیها علاقات جیدة مع روسیا، والصین، وإیران، وترکیا ومصر.
0 تعليق