المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في الشؤون الأوروبية: دخول الحرب في أوكرانيا مرحلة الاستنزاف دفع روسيا وأنصار أوكرانيا إلى تصعيد لهجتهم تجاه البعض سياسياً، بهدف إظهار أنهم ما زالوا مصممين على تحقيق أهدافهم في الحرب.
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، صرح الخبير في الشؤون الأوروبية حسين مكي: هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً بتوظيف تكنولوجيا الصواريخ والمركبات المدرعة وجميع الأسلحة التي يمكن استخدامها في ساحة المعركة؛ لأن المنتصر في المعركة هو من يبدي ردة فعل أسرع على أدوات العدو الحربية.
وتابع: مؤخراً، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على حزمة مساعدات مالية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو. في الحقيقة، وعلى الرغم من استمرار الانقسام السياسي بين مؤسسات الحكم الأمريكية بشأن استمرار المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا، مازال الأوروبيون يحاولون إظهار دعمهم لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
وإذ أشار إلى موافقة الاتحاد الأوروبي على تقديم مساعدات مالية بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا، أضاف: أفق الحرب في أوكرانيا لا يزال مكتنف بالغموض إلى حد كبير إثر اصطدام تقدم الجيش الأوكراني بطريق مسدود ونشوب خلافات عميقة بين قادة الجيش والرئيس الأوكراني زيلينسكي.
وفيما يتعلق بتلك الخلافات أوضح: بينما يطالب قائد الجيش الأوكراني بالمزيد من المساعدات المالية والأسلحة للحرب مع روسيا، قد تسبب عدم استمرارية تدفق هذه المساعدات في عدم قدرة الجيش الأوكراني على توجيه ضربات فعالة للمواقع الروسية في الميدان.
وأردف الخبير في الشؤون الأوروبية قائلاً: من ناحية أخرى، فإن تعزيز دونالد ترامب فرصه لنيل ترشيح الحزب الجمهوري قد أثار آمالاً قوية لدى روسيا؛ لأن ترامب والجمهوريين يعتقدون أن استمرار المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا لا يندرج في إطار مصالح الولايات المتحدة وأمنها القومي، وتكاليف هذه المواجهة يجب أن يدفعها الأوروبيون وليس الولايات المتحدة.
وإذ قال مكي إن 70% من المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا تأتي من الولايات المتحدة، أكد على أن أوروبا بدون الولايات المتحدة غير قادرة فعلاً على تقديم المزيد من المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا والتعويض عن توقف المساعدات الأمريكية، مضيفاً: أحد الأسباب التي تجعل فلاديمير بوتين أكثر جرأة في تبني مواقف حادة ضد الغربيين مقارنة بالماضي، هو التردد والانقسام الموجود لدى مؤسسات الحكم الأمريكية بشأن الأزمة الأوكرانية. يأمل بوتين في أن يمكّنه فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، من الحصول على تنازلات جدية من الغرب وتثبيت مواقع روسيا في أوكرانيا.
وأضاف: توجد لدى الأوروبيين كذلك مخاوف جدية بشأن الموقف الأميركي واحتمال فوز ترامب في الانتخابات. لهذا السبب فإنهم يحاولون زيادة دعمهم العسكري والمالي لأوكرانيا أكثر مما مضى وبالتوازي مع هذه المساعدات، يحاولون تبني مواقف أكثر وضوحاً وشفافية في دعم أوكرانيا.
وبحسب الخبير، فإن تكهنات مراكز الأبحاث السياسية الأوروبية والأمريكية بشأن آفاق الأزمة الأوكرانية تشير إلى أن الغرب يستعد على الأرجح لأوكرانيا مقسمة على غرار ما شهدته كوريا في الخمسينيات. رغم أنه لا يمكن محاكاة النموذج الكوري في أوكرانيا.
وقال: صحيح أن هناك دولة كبيرة مثل الصين تقف وراء كوريا الشمالية، لكن روسيا تختلف كثيراً عن كوريا الشمالية. حيث أن روسيا تمتلك قدرة كبيرة على توفير الأسلحة و لها مصادر دخل مثل النفط والغاز، مما يزيد من قدرتها على الصمود في مواجهة العقوبات والضغوط الغربية.
ويعتقد مكي أن روسيا لم تعد اليوم قادرة على احتلال المزيد من الأراضي في أوكرانيا، كما أن أوكرانيا لا تستطيع دفع روسيا إلى التراجع. كذلك الدول الغربية لا ترغب في استخدام قدراتها النووية، وإن بشكل محدود.
واختتم الخبير قائلاً: ستظل روسيا خاضعة للعقوبات والضغوط، وستمثل تهديداً دائماً للغرب. وإذا وصل ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى، فمن المرجح أن يتحرك الأوروبيون نحو تسوية ووقف لأطلاق النار مع روسيا، ومن المحتمل أن يؤدي مثل هذا الاتفاق إلى تقسيم أوكرانيا.
0 تعليق