المجلس الإستراتیجي أونلاین ـ حوار: قال خبیر في الشؤون الدولیة إن دائرة الضغط الصیني علی تایوان في أبعادها السیاسية والإقتصادية لم تكتمل بعد لنقول إن هذه الضغوط لم تحقق النتیجة وإن الصین تعتزم الدخول في نزاع عسکري مع تایوان في المستقبل القریب.
وفي أشارة إلی تزايد مستوی التوتر بین الصین وتایوان وقيام بكين بفرض بعض القیود التجاریة والجمرکیة علی تایوان، قال الدکتور عبدالرضا فرجي راد: إن الولایات المتحدة اختارت تایوان کمنصة ضغط علی الصین ليكون لها تواجد عسکري بالقرب منها من جهة وإعاقة نموها من جهة ثانية، وکلما ازدادت قوة الصین كلما زادت الولایات المتحدة الضغط علیها عبر تایوان.
وأضاف أن الصین ترید حل هذه القضیة مع تایوان عن طريق الحوار، مثلما فعلت مع انجلترا بشأن هونغ کونغ وأنتهى الأمر دون نزاع، مصرحاً: هناك مجموعة في تایوان تعارض التقرب من الصین، بينما مجموعة أخرى توافق الإنضمام إلی الصین بطریقة ما. الحکومة الحالیة في تایوان تعارض تقارب أکثر مع الصین وتؤكد على تقربها من الولایات المتحدة، ویبدو أن الصین منزعجة من سلوك تایوان، وتنتظر حالياً نتيجة الإنتخابات الرئاسیة في تایوان وتأمل وصول أنصار التقارب معها إلی سدة الحکم.
وتابع الخبیر في الشؤون الدولیة: في نفس الوقت لم تقف الصین مکتوفة الأیدي، فإلى جانب الحوار، إستمرت بكين في الضغط علی تایوان لكي تقبل السیادة الصينية عليها. وهذا الضغط شمل ضغوطاً أمنیة وعسکریة وإقتصادیة؛ كما اخترقت الطائرات العسکریة الصينية الأجواء التايوانية ودخلت القوات البحریة الصینیة مراراً المياه الإقليمية لتایوان، وعندما إحتجت السلطات التایوانیة على ذلك، أعلنت بكين أنها میاه صينية. فمن جهة، شرعت الصین في ممارسة ضغوط إقتصادیة، تهدف من وراءها جلب انتباه الناخبین التايوانيين کي یصوتوا لمن ينادي بالتقارب مع الصین، والا فسيتعين على تایوان تحمل ضغوط إقتصادیة وسیاسیة.
وأضاف فرجي راد: في حین أن الولایات المتحدة تسعی لأن يفوز مؤیدیها في انتخابات تایوان. لکن الصين لن تتحمل بأن تتمتع تایوان بسیادة مستقلة لسنوات طویلة، أو أن تحقق تايوان فکرتها بأن تكون مثل هونغ کونغ جدیدة. وإذا لم يكن هناك مجال لتحقيق هذا الهدف، فـمن المؤکد أن الصین ستجتاج تایوان عن طريق هجوم مباغت وحرب.
وفي رده علی سؤال حول إمکانیة نشوب صراع عسکري بین الصین وتایوان في عام 2024، قال الخبیر: من غير المحتمل أن يحدث هذا في عام 2024، لأن الصين ليست مستعدة اقتصادياً للدخول في صراع عسكري على حدودها. لكن التقارب بين الولايات المتحدة وتايوان بلغ ذروته، وهذه القضیة تجعل الصین أکثر غضباً. من جهة أخری، فإن تايوان لديها أملاً كبيراً في أن تدعمها الولايات المتحدة في حال حدوث صراع.
وأضاف الخبیر في الشؤون الدولیة: أن الأولوية الأولى للصين هي تطوير اقتصادها الخاص، لذلك فهي تحاول عدم خلق صراع من شأنه أن يثير أوروبا والولايات المتحدة بطريقة ما. فالولايات المتحدة فرضت عقوبات علی الصین؛ وهذه العقوبات لا تقل عما حدث لروسیا خلال العامین الماضین. إن أي صراع للصین قد يغیر اقتصاد البلاد وخطتها طویلة الأمد، لذلک فهي أکثر حذراً تجاه تايوان. وأعتقد أن الصين ستدخل في حوار وستستمر في هذا النهج. تسعى الصين الإقتراب من تایوان ببطء جواً، وبحراً وبراً، وتجعل الأمر عادياً حتی تعطي محادثات الضم ثمارها، وإذا لم يصل هذا النهج إلى نتیجة، فمن الممکن أن تقوم بعمل عسکري.
واختتم فرجي راد بالقول: علی الصین أن تضمن قوتها الإقتصادیة للقيام بأي عمل عسکري محتمل ضد تایوان، کما علیها التنسیق مع دول الخلیج الفارسي لتزویدها بالنفط في حال نشوب الحرب، ومن المحتمل أن یکون أحد الأسباب التي تجعل الصین قريبة من دول الخلیج الفارسي خلال السنوات الأخیرة، هو هذه النظرة طويلة الأجل. یبدو أن ضغوط الصین علی تایوان لم تکتمل بعد في أبعادها السیاسیة والإقتصادیة، وتحاول كذلك استکمال الضغوط على تايوان عبر البحر والجو. لذلک من السابق لأوانه القول، أن الصین تريد الدخول في صراع عسکري مع تایوان في المستقبل القریب. من جهة أخری وعدت الصین تایوان بأنها لا ترید أن تغیر شيء في تایوان، بمعنی أنها ستکون تحت السیادة الصینية، لکن ستکون لدیها إستقلالیة في بعض المجالات خاصة في الميدان الإقتصادي.
0 تعليق