المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: أكد خبير في قضايا غرب آسيا أن لجوء أوروبا إلى مخططات بالية مثل فرض عقوبات على حركة حماس، الذي تمت تجربتها عدة مرات خلال القرن الماضي لحل المشكلة الفلسطينية، مصيرها الفشل. وطالما لم يتم حل قضية فلسطين الأساسية وهي إزالة الاحتلال، فلن يكون هناك أي انفتاح في القضية وستستمر المقاومة.
في حواره مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية أشار مهدي شكيبائي إلى الرسالة التي بعثها وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يدعونه لتشديد العقوبات ضد حركة حماس وأنصارها، وقال: تريد الدول الغربية نزع فصائل المقاومة عن الهيكل الفلسطيني وذلك عن طريق تشويه سمعة حماس وإلصاق تهمة الإرهاب بهم، ومن ثم معاقبتهم. في حين أن شعب غزة بأكمله هم جزء من المقاومة وحركة حماس.
وفي إشارة إلى فشل الجهود المبذولة لإخراج سكان قطاع غزة ونقلهم إلى مناطق أخرى، من بينها صحراء سيناء، أضاف: حتى أن الدول الغربية كانت تأمل في أن يثور ويحتج سكان قطاع غزة على فصائل المقاومة، فخاب ظنها وأصابها الفشل، فبعد مرور أكثر من شهرين على جرائم النظام الصهيوني، رفض أهالي غزة مطاوعة تلك الدول، لأن المقاومة في فلسطين شعبية ومناضلوها هم أفراد العوائل الفلسطينية أنفسهم.
وأكد نائب الاتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية المؤيدة للفلسطينيين أن النظام الصهيوني لم ينجح في أي من مخططاته لتهجير الفلسطينيين وخلق الاحتجاجات والتمرد ضد فصائل المقاومة، ولهذا أطلق الغرب، تحت ضغط من اللوبيات والكارتلات الصهيونية، حملة دبلوماسية وإعلامية نيابة عن الكيان الإسرائيلي لزيادة الضغط على المقاومة، قائلاً: “تجري هذه الأعمال في حين أن أوروبا، تجاهلت كل شعاراتها في مجال حقوق الإنسان، واختارت الصمت امام مآسي غزة وجرائم الكيان الإسرائيلي، وتطرح مخططات مثل فرض عقوبات على حماس.
وقال شكيبائي إن قضية الحرب الدائرة حالياً بين قطاع غزة والنظام الصهيوني يجب النظر إليها في إطار نظرية حرب الحضارات، واصفاً إياها بأنها حرب بين العالم الغربي والشعب الفلسطيني المسلم، وأضاف: إنهم يريدون تشويه سمعة حركة حماس، بينما تمثل حماس جزءاً من الشعب الفلسطيني، وهو ما اظهرته نتائج الانتخابات الأخيرة التي جرت في تلك المنطقة. ومع ذلك، تريد الدول الأوروبية أن تنظر إليها على أنها منظمة إرهابية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها.
وفي إشارة إلى استياء أوروبا من تراجع اهتمام الولايات المتحدة بالحرب الأوكرانية، أضاف: رأينا في الأيام الماضية، مسؤولين أوروبيين يتجاهلون حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ويستمرون في خلق أجواء سلبية ضد المقاومة الفلسطينية، قائلين إن حماس لا مكان لها في المستقبل والأفق السياسي لغزة. إنهم يحاولون الآن أيضاً اتخاذ خطوة أخرى نحو فرض إرادتهم على الشعب الفلسطيني من خلال معاقبة حماس.
وشدد محلل قضايا غرب آسيا على ضرورة أن تولي الدول الأوروبية اهتماماً لتداعيات سياساتها تجاه فلسطين، وأشار: القضية الفلسطينية ليست قضية جديدة، بل أزمة طالت لأكثر من قرن. فالأزمة الفلسطينية بدأت منذ عام 1917، عندما تعهد الاستعمار البريطاني ليهود العالم بتأسيس وطن قومي لهم في فلسطين. لقد مرت 76 عاماً منذ تأسيس الكيان في فلسطين واحتلالها في عام 1948، بدعم علني من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. في الواقع، منذ حوالي 76 عاماً، كانت القضية الأساسية هي الاحتلال، وطالما لم تحل المشكلة الرئيسية، وهي احتلال فلسطين، فلن تتحقق النتيجة المرجوة من أي مبادرة أو طرح.
وتابع نائب رئيس الاتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية المؤيدة للفلسطينيين بالقول: اشتدت العقوبات الغربية على حركة حماس في شكل سياسات أمريكية وأوروبية ومنظمة الأمم المتحدة منذ عام 2006، مع فوز حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وخاصة منذ عام 2009، مع نجاح الحركة في حرب الـ 22 يوماً ضد الكيان الإسرائيلي. ومع ذلك، حتى لو أرادوا فرض عقوبات جديدة وافترضوا فصل حماس والقضاء عليها، فإن فكرة المقاومة لن تزول.
وصرح قائلاً: لا ينبغي أن ننسى أن حماس تشكلت خلال العقود الأربعة الأخيرة، كما أن الفلسطينيين قاوموا في السنوات التي سبقت ذلك. في ذلك الوقت لم تكن حماس موجودة وكان الشعب الفلسطيني ينتفض ويقاوم. لهذا ومع هذه الإجراءات، لن يستطيعوا بالتأكيد القضاء على فكرة المقاومة وستبقى المشكلة الفلسطينية قائمة.
وأضاف شكيبائي: إن اللجوء إلى مخططات بالية تمت تجربتها عدة مرات خلال القرن الماضي لحل المشكلة الفلسطينية، مصيره الفشل، مضيفاً: أياً من هذه المخططات لا يهتم بقضية فلسطين الأساسية، وهي قضية الاحتلال. وطالما لم يتم حل قضية احتلال فلسطين، لن يكون هناك انفتاح فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وستستمر المقاومة. حتى لو افترضنا نجاحهم في القضاء على حماس، فسيظل الأفراد يقاومون، لأن أرضهم مغتصبة وهويتهم موضع تساؤل.
وذكر أن هذا هو الجيل الخامس أو السادس من الفلسطينيين بعد الاحتلال، وجميع العناصر المجاهدة التي تقاتل في ميادين الحرب ضد الكيان، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، هم من الشباب الذين لم يروا بداية الاحتلال وتتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً. لذلك من الواضح أنه حتى لو تم القضاء على التشكيلات المقاومة، فلا يمكنهم القضاء على فكرة المقاومة.
0 تعليق