المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: صرح أستاذ جامعي أن التيارات القومية في أرمينيا ترى أن تصرفات روسيا لا تعود عليهم بأي فائدة، بل تكلفهم، وقال: في الوضع الذي تسعى فيه روسيا المتورطة في أوكرانيا إلى تحقيق مصالحها الخاصة، فإن أرمينيا تبنت هذه الفكرة بأنها إذا تابعت مصالحها من خلال التعاون الوثيق مع البيئة الدولية، سيكون أفضل لها.
في حواره مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار الدكتور بهرام أمير أحمديان إلى انتقادات أرمينيا لروسيا بأن موسكو لم تسلم الأسلحة المشتراة إلى هذا البلد على الرغم من دفع الأموال، وصرّح بشأن التوترات في العلاقات بين يريفان وموسكو قائلاً: بالنظر إلى النهج الروسي فيما يتعلق بجورجيا وانفصال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن هذا البلد بدعم روسيا للانفصاليين، توصلت أرمينيا إلى استنتاج مفاده أنه في السنوات الماضية، بدلاً من دعمها، فرضت روسيا مراراً وتكراراً تكاليف على هذه الدولة.
وأضاف: يعتقد البعض في أرمينيا أن روسيا لم تقم بأي استثمار في هذا البلد ومع البيئة المغلقة التي خلقتها لها أدت إلى عزوف الدول المهتمة بالاستثمار في القوقاز، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، عن الاستثمار في أرمينيا.
واعتبر هذا الأستاذ الجامعي أن القاعدة العسكرية الروسية في “غيومري” لا تفيد أرمينيا وأضاف: خلال حرب الـ 44 يوماً، توقع شعب وحكومة أرمينيا مساعدة روسيا، لكن روسيا استخدمت الذريعة بأن جمهورية أذربيجان كانت تحارب الانفصاليين داخل حدودها ولذلك رفضت مساعدة أرمينيا؛ بينما كان هذا هو الحال دائماً وقبل ذلك لم يكن لروسيا مثل هذا الموقف وكانت تدعم أرمينيا.
وبحسب أمير أحمديان، فإن التيارات القومية في أرمينيا الآن تعتقد أن “تصرفات روسيا ليس لها أي فائدة بل تكبدتها تكاليف بسببها. روسيا تخلق حالة انعدام الأمن في القوقاز وهي سبب عدم الاستقرار. وبما أن موسكو كانت سلبية في الحفاظ على ممر لاتشين؛ فهي لم تعجز عن حماية هذا الممر فحسب، بل لم تتخذ أي إجراء ضد متطرفي جمهورية أذربيجان وضياع حقوق الأرمن الذين يعيشون في تلك المنطقة. أخيراً، ظهرت مشاكل بعد الحصار، حيث انتقل جميع الأرمن من تلك المنطقة إلى أرمينيا، مما خلق تحديات ليريفان أيضاً. بينما كان الأرمن الذين يعيشون في قره باغ هم سكانها الرئيسيون وكانت تلك أرضهم الرئيسية”.
وتابع: ربما تخلت روسيا عن هذه القضايا بسبب الصراع في أوكرانيا. بعد هذه القضايا، أدركت أرمينيا أنه إذا لم ترغب إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة في التعاون مع روسيا، فسوف تتم معاقبتها ومهاجمتها مثل أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، ألقت أرمينيا نظرة على النهج الذي اتبعته روسيا في الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا والتدخل ضد انعدام الأمن في كازاخستان. وفي هذا الوضع، أصبحت الحكومة الأرمينية تعتقد أن التعاون مع روسيا، حتى لو كان ضمن اتفاقيات مثل اتفاقية الأمن الجماعي، لا تخلق الأمن لها.
وأكد أمير أحمديان أن أداء روسيا في القوقاز لم يكن إيجابياً، وقال: هناك تيارات تتشكل في أرمينيا تعتقد أنه ليس من الضروري التعاون مع روسيا.
وقال هذا الأستاذ الجامعي: رغم أن أرمينيا اشترت أسلحة من روسيا من قبل واحتاجت إليها أثناء الحرب، إلا أن روسيا لم تعطها لأرمينيا! على الرغم من أنه تم دفع ثمنها أيضاً. ولذلك، اعتقدت أرمينيا أنه سيكون من الأفضل لها إذا كان لديها تعاون وثيق مع البيئة الدولية. كما أظهرت الحرب بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا في قره باغ أن الأسلحة التي تصنعها روسيا ليست فعالة ضد الأسلحة التي يصنعها الكيان الصهيوني وتركيا والغرب.
وأشار أمير أحمديان إلى مساعي أرمينيا للتقرب من الدول الأوروبية وبعض المحللين الذين يعتقدون أن روسيا فضلت جمهورية أذربيجان على أرمينيا، وقال: وإن كان في المسار الحالي يبدو أن روسيا تميل نحو جمهورية أذربيجان؛ لكن في الحقيقة هذه الدولة تبحث عن مصالحها الوطنية. لقد تعاونت موسكو وباكو بالفعل سابقاً، كما تهتم جمهورية أذربيجان بالهياكل الأوروبية الأطلسية من خلال الموازنة تجاه روسيا وإيران، ولديها تعاون وعلاقات وثيقة وواسعة مع تركيا وحلف شمال الأطلسي وأمريكا والكيان الإسرائيلي.
وأوضح: يعتقد البعض أن باشينيان شخص موالي للغرب، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أنه ينتمي إلى حركة غير راضية عن أداء روسيا، وهذه الانتقادات الموجهة لروسيا لا تتعلق فقط باشينيان نفسه، بل باعتباره يقود تياراً سياسياً.
وأضاف هذا الأستاذ الجامعي: إن نهج روسيا في القوقاز دفع أرمينيا إلى هذا المنطق، وهو أن روسيا ليست القوة التي يمكنها خلق السلام والاستقرار في المنطقة وعليها أن تجد زملاء وشركاء آخرين من المنطقة أو من خارجها.
0 تعليق