جدیدترین مطالب
فصل جديد في العلاقات بين طهران والرياض
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: زيارة خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي إلى إيران، وتسليم رسالة العاهل السعودي إلى سماحة قائد الثورة، ومقابلة كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالإضافة إلى دورها الفعال في تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية، يمكن أن تسهم أيضاً في توفير الأسس والظروف اللازمة لتعزيز التعاون الجماعي في المنطقة.
النظام الإقليمي الجديد ومتطلبات الاستراتيجية الإيرانية
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي الضيف: بعد التحولات في سوريا والتحديات التي واجهها محور المقاومة حتى اليوم، أصبح صُنّاع السياسات والمحللون يدركون ضرورة تقديم تصور جديد للنظام الإقليمي في الشرق الأوسط، وأخذ أبعاد جديدة في قراراتهم بعين الاعتبار. التغيير والتركيبة الجديدة للتعاون والائتلافات، تعكس فهم التغيرات في النظام الإقليمي؛ ونتيجة لذلك، نشهد تحولاً في الاستراتيجيات، مما يتطلب أيضاً تغييراً في نوع الإجراءات والنهج المتبع.

أحدث المقالات
فصل جديد في العلاقات بين طهران والرياض
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: زيارة خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي إلى إيران، وتسليم رسالة العاهل السعودي إلى سماحة قائد الثورة، ومقابلة كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالإضافة إلى دورها الفعال في تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية، يمكن أن تسهم أيضاً في توفير الأسس والظروف اللازمة لتعزيز التعاون الجماعي في المنطقة.
النظام الإقليمي الجديد ومتطلبات الاستراتيجية الإيرانية
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي الضيف: بعد التحولات في سوريا والتحديات التي واجهها محور المقاومة حتى اليوم، أصبح صُنّاع السياسات والمحللون يدركون ضرورة تقديم تصور جديد للنظام الإقليمي في الشرق الأوسط، وأخذ أبعاد جديدة في قراراتهم بعين الاعتبار. التغيير والتركيبة الجديدة للتعاون والائتلافات، تعكس فهم التغيرات في النظام الإقليمي؛ ونتيجة لذلك، نشهد تحولاً في الاستراتيجيات، مما يتطلب أيضاً تغييراً في نوع الإجراءات والنهج المتبع.

هزيمة الكيان الصهيوني في مجال “الخطاب” و “صناعة الصورة” و “الرأي العام”

إن الإحتجاجات والضغوط التي شكلها اليوم الرأي العام العالمي والشخصيات الغربية المختلفة ضد الكيان الصهيوني لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، هي “غير مسبوقة ” و لها “تداعيات”؛ حتى ولو إنتهت الحرب في قطاع غزة، فلا ينبغي الإستهانة بها.
إن حجم وشدة الإبادة الجماعية الإجرامية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة وصلت إلى درجة أربكت الإجواء العقلية والإدراكية للساسة الداعمين لهذا الكيان في الغرب، بل وواجه البعض منهم “شكوك جدية” تجاه مستقبل هذا الكيان وبقاءه.
فرئيس الوزراء البريطاني “ریشي سوناک” في يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) و خلال تطرقه إلى عملية طوفان الأقصى صرح علناً: إن فكرة إسرائيل أرض آمنة لليهود، تلقت ضربة قاسية!”.
و قال “انطونيو غوتيريس” الأمين العام للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 24 أكتوبر (تشرين الأول)، أمام إجتماع في مجلس الأمن، في كلمة غير مسبوقة لم تسمع من قبل من أمين عام الأمم المتحدة: هجوم حماس على إسرائيل لم يحدث دون سبب؛ فقد ظل الشعب الفلسطيني تحت الإحتلال لمدة 56 سنة. ومن المهم أيضاً أن نعلم أن هجمات حماس لم تحدث دون سبب. فالشعب الفلسطيني يرزح تحت إحتلال خانق منذ أكثر من خمسة عقود.
ورداً على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، صرحت وزيرة الحقوق الإجتماعية الإسبانية “إيوني بيلارا”، في رسالة مصورة بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين الأول) قائلة: “على دول الإتحاد الأوروبي إن تتخذ فوراً أربع إجراءات ضد إسرائيل وهي: تجميد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وفرض عقوبات إقتصادية صارمة، وحظر الأسلحة، وتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من القادة السياسيين للمحكمة الجنائية الدولية بسبب قصف المدنيين في قطاع غزة”.
وقال الرئيس التركي “أردوغان” في تجمع أهالي إسطنبول يوم السبت 28 أكتوبر (تشرين الأول) مخاطباً الكيان الصهيوني: “يا إسرائيل كيف وصلتِ إلى هذا الوضع ؟! كيف استطعتِ الوصول إلى هذه الأراضي؟! يا اسرائيل! أنتم جماعة محتلة ! أنتم جماعة إرهابية !”.
إضافة إلى ذلك، تظهر نتائج إستطلاعات الرأي التي أجريت أن الكيان الصهيوني لايتمتع بمكانة جيدة لدى الرأي العام العالمي، حتى في الداخل، ينظرون أهالي المستوطنات الصهيونية إلى هذه الحرب بـ “نظرة تشاؤم” و “عدم ثقة” ويعتبرون نتنياهو “المسبب الرئيسي” لذلك.
ويظهر الإستطلاع الأول الذي نشر بعد أسبوع من بدء عملية طوفان الأقصى، أن 86 بالمئة من المشاركين في الإستطلاع يعتبرون القيادة الضعيفة لحكومة نتنياهو هي “السبب” في الأضرار التي لحقت بالكيان الصهيوني. وفي هذا الإستطلاع، طالب 56 بالمئة من المشاركين باستقالة نتنياهو و طالب 52 بالمئة منهم أيضاً باستقالة وزير الحرب الصهيوني غالانت! .
وأظهر تحقيق مؤسسة “لازار” للبحوث في 20 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي أجراه الدكتور “مناخيم لازار” لصحيفة “معاريف” أن 80 بالمئة من سكان الكيان الصهيوني يرون أنه على نتنياهو أن يتحمل مسؤولية ما حدث في قطاع غزة. في هذا الإستطلاع، أيد غالبية الإسرائيليين (65 بالمئة) العملية البرية واسعة النطاق في قطاع غزة، حيث انخفض هذا العدد بشكل كبير في الإستطلاع التالي لهذه المؤسسة و وصل إلى 29 بالمئة!.
ويظهر إستطلاع جديد أجرته جامعة هارفارد، أن 51 بالمئة من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً (تعتبر الولايات المتحدة أكبر حليف إستراتيجي لإسرائيل في العالم) يرون أن ما فعلت المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، هي نتيجة طبيعية و مبررة بسبب الظلم الواقع على الفلسطينيين.
وقال 52% من المشاركين في إستطلاع رأي مشترك أجرته شبكة CBS و مرکز YouGov لاستطلاعات الرأي “إن على الولايات المتحدة ألاّ تقدم الأسلحة والمعدات العسكرية لإسرائيل”.
وكلا الإستطلاعان أظهرا بوضوح أن اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة، رغم سيطرتهم على الحزبين الديمقراطي والجمهوري و وسائل إعلامهما، وكذلك الحكومة الأمريكية، قد فقدوا القدرة على “التلاعب وهندسة” عقل الجيل الجديد في هذا البلد إزاء أزمة فلسطين.
وتؤكد تصريحات السلطات الغربية والدولية وكذلك إستطلاعات الرأي التي جرت، على حقيقة أن خلال الـ 75 عاماً الماضية ، لم يكن الكيان الصهيوني “منبوذاً” و “ضعيفاً” لدى الرأي العام العالمي كما هو عليه اليوم .
وتظهر جرائم الكيان الصهيوني في قتل أهالي غزة، أن هذا الكيان لم يهزم أمام المقاومة الفلسطينية فحسب، بل واجه “فشلاً إستراتيجياً” أمام الرأي العام العالمي (المسلمين وغيره المسلمين) لأول مرة.
إن التجمعات الكبيرة وغير المسبوقة المناهضة لإسرائيل، والتي لاتزال تقام في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ليست بالأمر الهين. والحقيقة أن آلاف اليهود يتظاهرون في مختلف المدن الأمريكية بما فيها وسط مدينة نیویورک و کذلک في رواق الكونغرس الأمريكي يرتدون ملابس سوداء ويهتفون بشعار “فلسطين يجب أن تتحرر”، يضع كل تطلعات الكيان الصهيوني لتشكيل والحفاظ على ما يسمى بالحكومة اليهودية في فلسطين، في موضع شک! .
إن إضفاء الشرعية على المكانة السياسية والقانونية للكيان الصهيوني وتحسينه في ثلاث ميادين الرأي العام، ودول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية من بداية التأسيس حتى الآن، تعتبر من “الإهتمامات الرئيسية” ونتيجة لذلك المأموريات الهامة للدبلوماسيين والأوساط الإعلامية التابعة للكيان الصهيوني في العالم. المسألة التي يجب التأمل عندها هي أن الحرب الأخيرة في غزة شككت في شرعية الكيان الصهيوني ومكانته السياسية والقانونية في الميادين الثلاث وهزته، ويبدو أيضاً أن الأمر سيتفاقم في الأشهر المقبلة.
على أي حال فإن عملية طوفان الأقصى و رد الفعل الجنوني للكيان الصهيوني ضدها، لا تعتبر هزيمة الكيان في الميادين الإستخباراتية والعسكرية والميدانية والسياسية فحسب، بل أن هذا الكيان الغاصب قد تعرض أيضاً لهزيمة واسعة النطاق في مجالات “الخطاب” و”صناعة الصورة” و”الرأي العام”. وفي كل الأحوال ومهما انتهت الحرب بأي شكل كان، فإن الصورة التي أظهرها الكيان الصهيوني عن طبيعته في هذا الحرب، والتي تمثل صورة واضحة عن “الفصل العنصري” الحديث و “الإرهابي”، لا يمكن اصلاحها.
0 تعليق