المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: صرح خبير في الشؤون الدولية أنه بسبب المواجهات الدائرة بين حماس والكيان الصهيوني، فإن تطبيع العلاقات مع هذا الكيان سيواجه تعطيلاً وتحدياً بشكل جدي، وأضاف: في هذا الوضع، مع اشتداد المواجهات والخسائر البشرية ومع الأخذ في الاعتبار حساسية الرأي العام، فعلى المدى القصير قلما توجد دولة في المنطقة تجرؤ على الحديث عن التطبيع.
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار هرمز جعفري إلى رأي بعض وسائل الإعلام العالمية في هذا الصدد بأن هجوم حماس غير المسبوق على الكيان الصهيوني تم بهدف تعقيد عملية التطبيع التاريخية بين الكيان الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية والتي كانت تمضي قدماً في المنطقة، مضيفاً: “تطبيع العلاقات بين الكيان الإسرائيلي ودول المنطقة، خاصة العرب والمسلمين، كان بشكل عام على جدول أعمال جهاز السياسة الخارجية الأمريكية، مع أن بعض الإدارات الأمريكية ركزت عليه بقدر أقل وبعضها بقدر أكبر. في إطار الكونغرس كذلك، فقد تم اعتماد هيكلية لذلك وتم تشكيل لجنة تحت عنوان اتفاقيات إبراهيم تتولى متابعة تنفيذ وتوسيع هذه الاتفاقيات التي اكتملت في عهد ترامب”.
وتابع: “خلال زيارة بايدن للسعودية، ورغم أن وسائل الإعلام ركزت أكثر على جهود زيادة إنتاج النفط، إلا أن أحد القضايا الرئيسية التي أثيرت في البيان الختامي ونشرت على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية، كانت مسألة تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية والتحديات المتعلقة بفلسطين، مع أنها لم تحظ باهتمام إعلامي كبير. لذلك، فإن هذه القضية هي دائماً على جدول أعمال الولايات المتحدة”.
وقال رئيس قسم الشؤون الدولية في حديقة العلوم والتكنولوجيا بجامعة شريف إن الرياض تتبع في الحقبة الجديدة سياسات براغماتية مقارنة بالماضي وتكسر الكثير من المحرمات، موضحاً: “لقد صرحت السعودية مراراً بوضوح أن اتفاق التطبيع سيجلب الكثير من الفوائد للسعودية وإسرائيل، بل وحسب رأيها، للمنطقة. كذلك. وفي هذا السياق، وصف محمد بن سلمان إسرائيل بأنها حليف محتمل يمكن أن يتحول إلى حليف فعلي”.
وذكر جعفري أن الرياض تؤكد رسمياً على خطة حل الدولتين التي تمت الموافقة عليها عام 2002 في إطار الجامعة العربية، لكننا الآن نرى رؤية مختلفة إلى هذه الخطة، مردفاً: “القضية الفلسطينية مهمة للعاهل السعودي وولي عهده. محمد بن سلمان هو نجل ملك كان داعماً تاريخياً لفلسطين، وهذا ليس موضوعاً بسيطاً. بسبب المواجهات الدائرة بين حماس والكيان الصهيوني، فإن تطبيع العلاقات مع هذا الكيان سيواجه تعطيلاً وتحدياً بشكل جدي. و قد استخدمت الرياض في بيانها حول المواجهات بين حماس والكيان الإسرائيلي، مفهومي “الاحتلال” و”القمع” اللذين كانا أقل استخداماً لفترة طويلة”.
ووصف مدى استطالة المواجهات وحجم ضحاياها وتداعياتها مهماً للغاية وأضاف: “إذا طال أمد الحرب وتوسعت رقعته فإن التطبيع سيواجه تحدياً كبيراً. على كل، أظهرت هذه الحرب بشكل أقوى من أي وقت مضى بأنه إذا أردنا السلام والاستقرار في المنطقة، فلا بد من حل القضية الفلسطينية بطريقة عادلة”.
وبيّن جعفري أن الكيان الإسرائيلي أعلن حالة الحرب ويستعد لاقتحام غزة، وتابع: “في هذا الوضع، مع اشتداد المواجهات والخسائر البشرية ومع الأخذ في الاعتبار حساسية الرأي العام، فعلى المدى القصير قلما توجد دولة في المنطقة تجرؤ على الحديث عن التطبيع”.
وأشار الخبير في الشؤون الدولية إلى أنه مع وقوع هذه الحرب، فإن موقف السعودية بشأن ضرورة تبنّي حل الدولتين في الأراضي المحتلة سيلقى مزيداً من الاهتمام. هذه الحرب عززت موقف السعودية، والآن يحتاج الجانبان الأميركي والإسرائيلي إلى السعودية أكثر”.
وتابع رئيس قسم الشؤون الدولية في حديقة العلوم والتكنولوجيا بجامعة شريف، أثناء شرحه شروط السعودية والإمارات المختلفة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، قائلاً: “على أية حال، حتى لو لم تحدث هذه الحرب، لم تكن الرياض تخسر ببساطة ورقة القضية الفلسطينية؛ لأنها لا تريد الإعلان عن تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي متسرعة. بل بالنظر إلى العقبات القائمة، فإنها ستتخذ استراتيجية خطوة بخطوة لكسر هذا المحظور تدريجياً”.
وأكد جعفري على أنه في الوضع الحالي فإن الخوض في مناقشة التطبيع سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة للسعودية، قائلاً: “في الوضع الحالي، كلما ازداد عمق مأساوية الحرب، زادت تكاليف تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. خاصة وأنه بالنظر إلى الخسائر الفادحة التي تكبدها الكيان الإسرائيلي في الأرواح، لا يبدو أن هذه الحرب ستنتهي قريباً”.
0 تعليق