المجلس الاستراتيجي أونلاين: أوضح رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يتعلق بأزمة القوقاز مؤكداً على أن إيران لن تقبل بتغيير الحدود الحالية بين دول المنطقة.
موقع المجلس: ما هي استراتيجية إيران تجاه أزمة القوقاز؟
الدكتور خرازي: “مما لا شك فيه أنه بحل مشكلة قره باغ قد تغيرت معادلات القوقاز، وينبغي أن نرى كيف يمكن المساعدة في حل المشاكل الأخرى لهذه المنطقة الحساسة. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي كانت هذه المنطقة جزءاً من أراضيها ذات يوم، كأب حنون، كانت ومن خلال قبول الظروف الناشئة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي حساسة دائماً تجاه التطورات في هذه المنطقة، خاصة التغيير في الجغرافيا. ولهذا السبب، اعتبرت إيران منذ البداية منطقة قره باغ جزءاً من أراضي جمهورية أذربيجان، وشددت على تحرير الأراضي المحتلة التابعة إلى ذلك البلد، حتى أنه في عهد الرئيس السابق لجمهورية أذربيجان، المرحوم حيدر علييف، عرضت على تلك الدولة المساعدة بالأسلحة من أجل تحرير الأراضي المحتلة. من نفس المنطلق، لن تقبل إيران أي احتلال للأراضي الأرمنية من قبل أذربيجان، وتؤكد على الحفاظ على الحدود الحالية بين دول المنطقة”.
موقع المجلس: ما هو مصير ممر زنغزور في ظل الظروف الراهنة؟
الدكتور خرازي: “كانت باكو قد اقترحت إنشاء ممر زنغزور تحت سيادة جمهورية أذربيجان لربط نخجوان بأراضيها الرئيسية، مقابل ممر لاتشين الذي كان تحت سيطرة أرمينيا ويربط قره باغ بأراضي أرمينيا. والآن في ظل تسوية قضية قره باغ وانتهاء دور ممر لاتشين، لم يعد هناك أي مبرر للمطالبة بإنشاء مثل هذا الممر. بطبيعة الحال، يمكن للدول أن توفر لجيرانها إمكانية استخدام طرق مواصلاتها في إطار تعاون بشأن الترانزيت، وهذا النوع من التعاون بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا يمكن الدفاع عنه أيضاً، لكن ليس من الضروري إنشاء مثل هذا الطريق الواصل من خلال التهديد والاحتلال. وبما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدرك أهمية ربط نخجوان بأراضي جمهورية أذربيجان، فإنها تعتزم تأمين هذا الربط عبر أراضي إيران إلى جمهورية أذربيجان، وفي هذا الصدد قد توصلت إلى اتفاق مع باكو لبناء طريق بري وسككي بطول 55 كيلومتراً من قرية آق بند في منطقة زنجيلان في جنوب أذربيجان وبالقرب من حدود إيران وأرمينيا، وصولاً إلى مدينة أردوباد في نخجوان، ويجري حالياً متابعة هذا المشروع”.
موقع المجلس: كيف يمكن الحديث عن المصالحة في ظل الظروف الراهنة؟
الدكتور خرازي: “عندما ينقشع غبار الحرب، فمن واجب الجيران أن يساعدوا في إحلال السلام والهدوء في المنطقة؛ لأن استمرار الأزمة والمطالبات غير العادلة ستؤثر عليهم أيضاً. عليه، وبما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد إحلال السلام والهدوء في منطقة القوقاز، فإنها تدعو منذ سنوات إلى عقد اجتماع لدول هذه المنطقة، بصيغة 3+3، التي تتألف من جمهورية أذربيجان وأرمينيا وجورجيا والدول الثلاث المجاورة للقوقاز وهي إيران وروسيا وتركيا، لمناقشة سبل حل النزاعات وإحلال السلام في القوقاز. وفي الآونة الأخيرة، وتماشياً مع دورها البنّاء، تحاول إيران تنظيم مثل هذا الاجتماع من قبل وزارة الخارجية في طهران. عقد مثل هذا الاجتماع من شأنه أن يساعد بالتأكيد في حل الخلافات واتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة منطقة القوقاز بأكملها.
0 تعليق