جدیدترین مطالب
ارتباك أوروبي في التعامل مع حرب أوكرانيا
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: صرح خبير في الشأن الأوروبي: “في الذكرى الثانية للهجوم الروسي على أوكرانيا، زار رؤساء وزراء كندا وإيطاليا وبلجيكا ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي العاصمة كييف للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الأوكراني. خلال هذه الزيارة، أعلنت رئيسة وزراء إيطاليا عن توقيع اتفاقية دفاعية – أمنية مع أوكرانيا مدتها 10 سنوات. وبعد التوقيع على اتفاقية مماثلة مع كييف، وعد رئيس وزراء كندا السلطات الأوكرانية بتقديم مساعدات مالية وعسكرية هذا العام تزيد قيمتها عن 2.25 مليار دولار. وفي وقت سابق، كانت فرنسا وألمانيا قد وقعت اتفاقيتي دفاع مماثلتين مع أوكرانيا.”
أحدث المقالات
ارتباك أوروبي في التعامل مع حرب أوكرانيا
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: صرح خبير في الشأن الأوروبي: “في الذكرى الثانية للهجوم الروسي على أوكرانيا، زار رؤساء وزراء كندا وإيطاليا وبلجيكا ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي العاصمة كييف للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الأوكراني. خلال هذه الزيارة، أعلنت رئيسة وزراء إيطاليا عن توقيع اتفاقية دفاعية – أمنية مع أوكرانيا مدتها 10 سنوات. وبعد التوقيع على اتفاقية مماثلة مع كييف، وعد رئيس وزراء كندا السلطات الأوكرانية بتقديم مساعدات مالية وعسكرية هذا العام تزيد قيمتها عن 2.25 مليار دولار. وفي وقت سابق، كانت فرنسا وألمانيا قد وقعت اتفاقيتي دفاع مماثلتين مع أوكرانيا.”
تحليل للمقترح الصيني للسلام في أوكرانيا
في 24 فبراير ، قدمت الصين اقتراحاً من 12 بنداً، يمكن استخدامه لتحليل نهج الصين وأهدافها تجاه أزمة أوكرانيا.
للوهلة الأولى، يبدو أن الصينيين يريدون تقديم نموذجهم المنشود للحكم العالمي والذي يتناقض مع النموذج الذي تتزعمه الولايات المتحدة. وقد تجلت هذه القضية بالفعل في مفهوم “مبادرة الأمن العالمي”. في هذا المفهوم، هناك قضايا مثل الالتزام بالأمن المشترك والمستدام، ودعم سيادة الدول وسلامتها أراضيها، ومركزية الأمم المتحدة، ومنع الحروب النووية، وما إلى ذلك. في هذا الاقتراح كذلك تظهر مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، ودور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والإشارة إلى والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، وما إلى ذلك. بشكل عام، تقدم الصين نموذجاً للحوكمة يوبخ ضمنياً على الأقل الحوكمة العالمية الحالية.
تعتبر خطة الصين المقترحة أن الأزمة مرتبطة بأوروبا. فقد تحدث هذا الاقتراح عن ضرورة تعاون جميع الأطراف من أجل تشكيل هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستقر. وتشعر الصين بالقلق من وصف هذه الأزمة بـ “الدولية” مما يمكن أن يؤدي إلى توسعها إلى مناطق أخرى خاصة المناطق المحيطة بها.
إن الإشارة في هذا الاقتراح إلى إرادة الصين للعب دور بنّاء يشير أيضاً إلى رغبة بكين في تقديم نفسها كقوة عظمى مسؤولة، مما يعني قبول المسؤولية تجاه المجتمع الدولي. بهذه الطريقة، يمكن لبكين أن تظهر قدرتها على قيادة مستقبل النظام الدولي. من وجهة النظر الصينية، فإن صورة الصين الصانعة للسلام تقلل في نفس الوقت من خوف الآخرين من بكين.
ومن المواضيع التي أثيرت في الوثيقة هي ضرورة محاولة الأطراف للحيلولة دون تفاقم الأزمة وخروجها عن السيطرة. الاستقرار هو القضية الأكثر مركزية في دفع أجندة السياسة الخارجية للصين. على الرغم من أن أزمة أوكرانيا أدت في البداية، من وجهة النظر الصينية، إلى انخفاض التركيز الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لكن مع زيادة الضغط من قبل الغرب أو إخفاقات روسيا في هذا المجال، فقد تؤدي إلى تحرك جريء من قبل موسكو بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية (والذي يؤكد اقتراح السلام الصيني على منعه أيضاً) مما يعني ارتفاعاً خطيراً لمستوى الأزمة. وهذا الأمر يوصل النظام الدولي إلى وضع لايتماشى مع رغبة الصين في تحقيق مكانة متفوقة في النظام الدولي. كما أن هزيمة روسيا تزيد من ثقة الولايات المتحدة بنفسها في مواجهة الصين.
بالإضافة إلى ما سبق، فإن إضعاف شرعية العقوبات والتشكيك فيها باعتبارها أداة للولايات المتحدة في الضغط على الدول الأخرى هو أحد المواضيع المهمة التي ورد ذكرها في اقتراح السلام؛ لأن الصين بنفسها أصبحت هدفاً لهذه العقوبات. وبحسب رأي الصينيين، فإن العقوبات المشروعة القابلة للتطبيق هي ما تم طرحها والمصادقة عليها من مجلس الأمن الدولي.
باختصار، فإن اقتراح السلام الصيني هو تأكيد على موقف هذا البلد تجاه الأزمة الأوكرانية، وعلى مستوى أعلى، تجاه النظام الدولي القائم. على الرغم من أن الجانب الأوكراني لم يرفض هذا الاقتراح، إلا أن الولايات المتحدة لم ترحب به لأسباب أحد أبرزها هو أنه يتضمن بطريقة ما انتقادات جادة ضد الولايات المتحدة. كما أن الأمريكيين لا يعتبرون الصين محايدة في الحرب، بل يرونها داعمة لروسيا. ومن خلال رفض هذا الاقتراح، فإنهم يشككون كذلك في شرعية موقف الصين. بالإضافة إلى ذلك، فإن لعب دور الوسيط سيزيد من مصداقية الصين في النظام الدولي كقوة عظمى؛ وهو ما لن يكون مقبولاً للولايات المتحدة منطقياً. أخيراً، وبالنظر إلى تاريخ الوساطات الصينية وكذلك الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع هذا البلد، بما في ذلك إثارة قضايا مثل احتمال نقل الأسلحة إلى روسيا، أو بسبب عدم وجود إرادة جادة من جانب طرفي الحرب لإنهائها، فمن الصعب أن يلقى مقترح السلام الصيني قبولاً ويكون له فعالية.
0 تعليق