المجلس الإستراتيجي أونلاين - حوار: أكد خبير في القضايا الدولية أن على جمهورية أذربيجان وأرمينيا احترام وحدة أراضي بعضهما البعض ومراعاة المعايير الدولية، قائلاً: إن ما حدث بإغلاق ممر لاتشين، يتعارض مع معايير القانون الدولي. يجب أن يُطلب من جمهورية أذربيجان إلغاء القيود وفي نفس الوقت توضيح أوجه الغموض في اتفاقية موسكو، الذي تم توقيعها بحضور روسيا بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان، وإلا فهناك دائماً احتمال نشوب الصراعات والنزاعات.
في حوار مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار محسن باك آيين إلى أن إغلاق ممر لاتشين من قبل جمهورية أذربيجان جلب انتقادات واستياء لأرمينيا وصرح قائلاً: أن ممر لاتشين هو طريق يربط ناغورنو كاراباخ بأرمينيا، وهذا المعبر هو المنفذ الوحيد للوصول من كاراباخ إلى أرمينيا، حيث يتم عادةً من خلاله نقل المواد الغذائية والرفاهية والمعيشية إلى كاراباخ، وإذا تم إغلاق هذا المعبر، فسيكون الأرمن في هذه المنطقة تحت حصار اقتصادي، و إذا طال أمد هذا الإجراء، فإنه سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
وذكر أن هذه المسألة مهمة للغاية خاصة في مجال نقل الأدوية والمواد الغذائية في فصل الشتاء، وأضاف: أرمينيا تعلن أن جمهورية أذربيجان أغلقت معبر لاتشين بشكل كامل، لكن الجانب الأذري يصر على أن هذا المعبر ليس مغلقاً وفي بعض الحالات فقط، تم وضع قيود وتزعم أن أرمينيا تقوم بتهريب المعادن من هذه المناطق.
قال سفير إيران السابق في باكو: الحقيقة هي أن أرمن كاراباخ هم حالياً في مأزق، وقد يكون هذا الوضع بسبب الانسداد الكامل لممر لاتشين أو القيود المفروضة على حركة الأرمن بين كاراباخ وأرمينيا. على أي حال، فإن هذا الوضع ليس وضعاً جيداً وهذه الإجراءات تتعارض مع معايير حقوق الإنسان، ونتيجة لذلك يتعرض العديد من الأبرياء للخطر والأضرار.
في إشارة إلى دور اللاعبين الإقليميين والمنظمات الدولية، تابع باك آيين: يجب مطالبة أذربيجان بإلغاء القيود وفي نفس الوقت لها الحق في مراقبة المناجم في هذه المنطقة. لا ينبغي أن يكون منع سوء استخدام المعادن ذريعة لإغلاق المعبر. منطقة لاتشين عائدة إلى جمهورية أذربيجان، ولها الحق في ممارسة السيادة على هذه المناطق، وإذا كان ادعاء تهريب المعادن صحيحاً، فيمكنها بسهولة منع هذا الإجراء.
ذكر هذا الباحث بأن هؤلاء الأرمن هم مواطنون في جمهورية أذربيجان ويجب أن لا يتعرضوا للخطر، فيما يتعلق بأهداف باكو في إغلاق ممر لاتشين، قال: من المحتمل أنه بسبب عدم فتح ممر زانغزور، تبحث جمهورية أذربيجان عن إجراء متبادل وتقوم بإغلاق ممر لاتشين. بينما أعلنت يريفان أنها مستعدة لفتح ممر زانغزور بشرط الحفاظ على انتمائه إلى وحدة أراضي أرمينيا. على أي حال، يقع هذا الممر في مقاطعة سيفنيك الأرمينية ويعتبر جزءاً من وحدة أراضي هذا البلد.
أكد هذا الخبير في القضايا الدولية أن جمهورية أذربيجان وأرمينيا ينبغي أن تحترم كل منهما وحدة أراضي الأخرى وأن تتقيد بالمعايير الدولية، وقال: ينبغي على جمهورية أرمينيا أن تقبل أن كاراباخ تخضع لسيادة جمهورية أذربيجان وأن تتبنى حل على أساس هذا القبول وأيضاً يجب على جمهورية أذربيجان أن تقبل أن يكون ممر سيونيك داخل أرمينيا وأن يريفان لها الحق في ممارسة السيادة عليها.
وأضاف باك آيين أنه لا ينبغي تجاهل استفزازات تركيا والكيان الصهيوني: تركيا لها نزاعات مع أرمينيا منذ أكثر من مائة عام، وهي لا ترغب بتحسين العلاقات بين هذا البلد وجمهورية أذربيجان، ويرجحون أن تكون هناك الحرب، أو على الأقل حالة لا حرب لا سلام. الكيان الصهيوني، الذي يبيع أسلحة لباكو ولديه تعاون استخباراتي وأمني مع أرمينيا، لا يرغب بإنهاء هذا التوتر؛ لأنه يفقد مصالحه.
وقال: إن جهود إيران وروسيا كإجراء مشترك يمكن أن تساعد في تقليص الخلافات بين البلدين لخلق وضع أفضل في المنطقة.
أشار سفير إيران السابق في جمهورية أذربيجان، إلى المفاوضات التي جرت في الأيام الماضية بين روسيا وجمهورية أذربيجان وأرمينيا، وقام بتوضيح مواقف طهران وموسكو من ضرورة عدم تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة والانتباه لخطوطها الحمراء وتابع قائلاً: مادامت المفاوضات بين يريفان وباكو مستمرة، يجب أن لا يسعى الطرفان إلى حل المشكلة بالوسائل العسكرية وينبغي أن لا يوجد خطر يهدد الحدود الجغرافية، على إيران وروسيا أن تحاولا تقليص المشاكل من خلال الوساطة. لكن إذا تم اتباع المسار العسكري وتعرضت الحدود الجغرافية للتغيير، وهو ما يبدو غير مرجح في الوضع الحالي، فيجب أخذ قرارات أخرى بعين الاعتبار.
أكد باك آيين: يبدو من غير المحتمل أن تتنازل أرمينيا عن ممر سيونيك لجمهورية أذربيجان عن طريق التنازل عن وحدة أراضيها، لأنه في هذه الحالة سيتم قطع الاتصال بين شمال وجنوب أرمينيا تماماً وستفقد جزءً كبيراً من وحدة أراضيها. إن المقاومة التي تبديها أرمينيا تهدف إلى عدم فقدان سلامتها الإقليمية، وفي نفس الوقت يجب بذل الجهود لأرمن جمهورية أذربيجان المتواجدين في كاراباخ حتى يتمكنوا من التحرر من هذا الحصار.
قال هذا المحلل للشؤون الدولية: إن الغموض الذي يكتنف اتفاق موسكو، الذي تم توقيعه بحضور روسيا وبين أرمينيا وجمهورية أذربيجان، يجب حله ويجب توضيح بأن معبر زنغزور ضمن وحدة أراضي أي دولة بالتحديد. بالطبع، أعلن الروس أن هذا الممر يقع في وحدة أراضي أرمينيا، لكن يجب إدراج هذه المسألة في الاتفاقيات. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تعود ناغورني كاراباخ إلى جمهورية أذربيجان، وينبغي على باكو أن تتعهد باحترام حقوق الأقليات الأرمينية في ناغورنو كاراباخ وعدم التسبب في أي مشاكل لهم. خلاف ذلك، هناك دائماً احتمال لنشوب الخلافات والصراعات المتفرقة.
0 تعليق