المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال السفير الإيراني السابق في فرنسا: "أظهر الروس أنه إذا ازدادت الضغوط عليهم فإنهم يضعون عراقيل أمام الملفات الأخرى التي للغرب علاقة بها؛ الأمر الذي من شأنه أن يضر بعلاقاتهم مع الأطراف المعنية".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار أبو القاسم دلفي إلى طلب روسيا ضمانات من الولايات المتحدة بشأن عدم إخلال العقوبات المرتبطة بأوكرانيا بالعلاقات الروسية ـ الإيرانية بعد الاتفاق النووي، قائلاً: “قد تكون هناك أسباب مختلفة لهذا الأمر؛ منها الحرب في أوكرانيا والعقوبات الواسعة التي فرضت على روسيا وهو يدل على أن الروس يحاولون توظيف كافة أوراقهم لمواجهة هذه العقوبات”.
وإذ أكد على أنه كان للاتفاق النووي إطار محدد منذ البداية؛ حيث كان من المقرر أن تُلغى العقوبات الغربية عن إيران إزاء فرض قيود على المنشآت النووية الإيرانية، أضاف: “خلال السنوات التي كانت إيران خاضعة للعقوبات، كانت جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي تلتزم بها تجاه إيران ولم تقل قط أي منها إنه إذا استطاعت روسيا التحايل على العقوبات والتعاون مع إيران، فسنقوم نحن كذلك بالاستفادة من هذه الإمكانية! لذلك، فإن التعريف الذي قدمته روسيا للاتفاق النووي والحق الذي تتحدث عنه لنفسها، غير مقبول”.
وتطرق محلل الشؤون الدولية إلى مواقف إيران الرسمية تجاه هذا الادعاء وطلبها استشفاف الأمر، قائلاً: “من الضروري أن يتضح هل الروس انتهجوا هذه السياسة كلعبة في علاقاتهم مع الغرب، أم يريدون الحيلولة دون تطبيق الاتفاق النووي المحتمل. في الوقت الحالي، نرى أن الترويكا الأوروبية حذرت روسيا في بيان مشترك في اجتماع مجلس الحكام، من وضع شروط جديدة تفضي إلى زيادة تعقيد التوصل للاتفاق، وأكدت أن موسكو تسببت في توقف المحادثات بطرحها مطالب إضافية”.
ولفت دلفي إلى رفص الولايات المتحدة المطلب الروسي، مضيفاً: “يسعى الروس إلى استغلال الفرصة المتاحة حالياً لتخفيف الضغوط التي يواجهونها في علاقاتهم مع الغرب. وقد أظهر هؤلاء أنه إذا ازدادت الضغوط عليهم فإنهم يضعون عراقيل أمام الملفات الأخرى التي للغرب علاقة بها؛ الأمر الذي من شأنه أن يضر بعلاقاتهم مع الأطراف المعنية”.
الدور المحتمل للكيان الصهيوني
وقال إنه بالنظر للعلاقات بين طهران وموسكو، تسببت المواقف الروسية في سوء فهم، موضحاً: “أدلى وزير الخارجية الروسي بتصريحاته بعد زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلى موسكو على الفور. ولا شك في أن محادثات فيينا كانت من ضمن المواضيع التي نوقشت خلال هذه الزيارة. بالنظر لهواجس الكيان الصهيوني الجدية بشأن الاتفاق المحتمل في فيينا، قد يكون موقف روسيا الأخير مرتبطاً بتلك الزيارة”.
وصرح دلفي: “يبذل الكيان الصهيوني قصارى جهوده للحؤول دون توقيع الاتفاق ويسعى للتأثير على مواقف الروس في هذا المجال. فضلاً عن ذلك، يجب أن لا ننسى أن هناك تنسيق كامل بين روسيا والكيان الصهيوني في بعض قضايا الشرق الأوسط”.
وفي ما يتعلق بالإستراتيجيات والحلول التي ينبغي على إيران أن تأخذها في الاعتبار في ظل الوضع الراهن ووصول محادثات فيينا إلى المحطة الأخيرة، قال دلفي: “يجب أن تمضي محادثات فيينا قدماً في المسار والإطار المحدد مسبقاً وعدم السماح للعوامل الخارجية بالتأثير على هذه المحادثات”.
0 تعليق