المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في شؤون غرب آسيا إن لقاء أبو مازن بوزير الحرب الصهيوني سيخلق شرخاً بين الفصائل الفلسطينية، مضيفاً أن الصهاينة، في الظروف الراهنة، قلقون للغاية من التضامن الواسع ووحدة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
في حديثه للموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال سيدرضا صدرالحسيني، في إشارة إلى حضور محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، لأول مرة منذ عام 2010، في منزل وزير حرب الكيان الصهيوني: هذا هو الاجتماع الثاني منذ تشكيل الحكومة الجديدة، وفي سبتمبر كانا قد التقيا وتحدثا في رام الله.
وقال: للأسف، على الرغم من وجود المقاومة في الأراضي المحتلة وتعزيزها وقوتها، فإن التفكير المنتمي للتطبيع والتسوية لايزال يحاول تمرير منهج التطبيع بما يتماشى مع الأطماع الفردية والجماعية.
صدرالحسيني مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدراتها، أضاف: “قبل عامين، أشار مسئولو السلطة الفلسطينية إلى أننا لم نحقق شيئاً من المفاوضات مع الكيان ووساطة الولايات المتحدة! كان يبدو أبو مازن، الذي جرّب المفاوضات وعدم جدواها لسنوات عديدة، وكأنه يريد الانضمام إلى المقاومة. كان من المتوقع أنه حتى لو لم يكن لديه القدرة والإرادة للانضمام إلى المقاومة، فإنه على الأقل سيبقى صامتاً ولن يقوم بأي عمل آخر بالتعاون مع الكيان الصهيوني.
وفي إشارة إلى المشاكل الداخلية للنظام الصهيوني، تابع الخبير في شؤون غرب آسيا: جاء هذا الاجتماع في وقت تعاني حكومة نفتالي بينيت من ضعف شامل وفي ظروف تمكنت فيه المقاومة من قطع خطوات، تحقق للشعب الفلسطيني تمهيداً للدفاع عن الأرض والهوية الفلسطينية مع مزيد من القوة المتمكّنة والثقة بالنفس. في غضون ذلك، قال وزير الحرب في الكيان الصهيوني إنه سيواصل لقاءاته مع رئيس السلطة الفلسطينية.
وقيَّم محلل شؤون غرب آسيا مثل هذه الاجتماعات بأنها تساعد على الحفاظ على موقع حكومة بينيت الائتلافية، وفي إشارة إلى اجتماعات فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان بهدف تقريب وجهات النظر، تابع قائلاً: يأتي هذا الاجتماع في وقت تتزايد فيه هجمات المستوطنين على سكان الضفة الغربية. من المؤكد أن ما قام به محمود عباس في الآونة الأخيرة كان في مصلحة الكيان الصهيوني، وهذا الكيان سوف يستغل هذا الاجتماع إلى أقصى حد لأغراض سياسية وإعلامية ودعائية.
قلق الكيان الصهيوني من الوحدة في الضفة وغزة
وتابع: من ناحية أخرى، فإن الصهاينة في الوضع الراهن قلقون للغاية من بعض تصرفات الفلسطينيين وإعلان تضامنهم مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، وكذلك تشكيل وحدة وتضامن واسع بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة .
وأوضح صدرالحسيني في شرحه لمواقف فصائل المقاومة الفلسطينية التي انتقدت لقاء محمود عباس وغانتس، حيث قال: في السنوات الأخيرة، مع تأكيد الفلسطينيين في الضفة الغربية على ضرورة التضامن مع أهالي غزة، توصلوا إلى هذه النتيجة بأن المفاوضات مع الكيان الصهيوني لا تجدي نفعاً وأن المقاومة هي الخيار الوحيد أمامهم.
في الوقت نفسه، قال: لكن في مجال العمليات، بالتأكيد لن يغير المجاهدون الفلسطينيون استراتيجيتهم ضد النظام الصهيوني؛ لأن محمود عباس لم يلعب دوراً في المقاومة الفلسطينية منذ سنوات طويلة.
صرح صدرالحسيني أن أبو مازن كان يُحدث شرخاً بين الفصائل الفلسطينية لصالح النظام الصهيوني من خلال هذه الإجراءات وتابع قائلاً: بحسب العديد من الخبراء، فإن عقد هذا الاجتماع في منزل وزير حرب الكيان الصهيوني، أكثر مما يكون له طابعاً رسمياً، كان له طابعاً غير رسمي ومهين لمحمود عباس وللسلطة الفلسطينية، وتجاهل لموقف ووجاهة الشعب الفلسطيني.
ووصف الخبير في شؤون غرب آسيا لقاء محمود عباس بوزير حرب الكيان الصهيوني بأنه تعزيز للتيار الداعم لتطبيع علاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني وأضاف: لاشك في دعم الولايات المتحدة المستمر للكيان الصهيوني، ولكن بالنظر إلى أن الكيان قد اتخذ دائماً خطوات لضرب المقاومة الفلسطينية والتجسس عليها والتسلل إليها، فيبدو أن الولايات المتحدة ستستغل هذه الفرصة أيضاً لتبرير أفعال الكيان الصهيوني في فلسطين بإعادة تشكيل علاقاته مع أبو مازن وتقويض الوحدة الفلسطينية بإثارة الانقسامات
0 تعليق