جدیدترین مطالب
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
أحدث المقالات
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
ضغوط السعودية الاقتصادية والسياسية على لبنان وتبعاتها
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار أحمد دستمالجيان إلى استقالة جورج قرداحي، وزير الإعلام اللبناني، جراء ضغوط السعودية وبعض دول الخليج الفارسي، قائلاً: “كانت السعودية تريد التستر على الحقيقة من خلال هذه الخطوة غير المدروسة التي كانت امتداداً لسياساتها التدخلية، إلا أن الحقيقة انتشرت على نطاق واسع جداً بالرغم منها ووصلت تصريحات قرداحي المناهضة للسعودية ودفاعه عن الشعب اليمني إلى مدى أبعد مما كان متوقعاً”.
تنديد بالسعودية في الرأي العام للعالم العربي
وإذ بيّن أن شعوب المنطقة ترى في تصريحات السيد قرداحي حقيقة وكلاماً منطقياً، أشار إلى الأزمة الإنسانية وجرائم التحالف السعودي في اليمن التي أقرت منظمات حقوق الإنسان بمسؤولية السعودية فيها، وأضاف: “السعودية مدانة في الرأي العام العربي وصورتها كريهة وقاسية لديه. الشعوب العربية كانت مستاءة دائماً من السلوك الاستكباري للسعودية. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن العالم العربي يشهد نهضة متنامية من حرية الفكر يمكن اعتبار لبنان مهداً لها”.
ولفت الدبلوماسي الإيراني السابق إلى تصريحات الرئيس الفرنسي، ماكرون، الذي قال إن السعودية ستقوم بدور اقتصادي في لبنان حال تنفيذ الحكومة اللبنانية الإصلاحات اللازمة، قائلاً: “كان ولايزال لفرنسا نفوذ تقليدي في الدول العربية وأراد السيد قرداحي، وهو مسيحي بالمناسبة، أن يتعامل مع زيارة ماكرون للمنطقة بشكل محترم. فقرر أن يفتح طريقاً لوساطة ماكرون من أجل إزالة التوترات”.
وأكد دستمالجيان أن الرأي العام العربي كان مع السيد قرداحي تماماً ويرفض السلوك السعودي، مضيفاً: “بعد انتشار تصريحات قرداحي، أعلنت الحكومة السعودية في تدخل سافر أن عليه أن يعتذر في غضون 48 ساعة. كما أن الإمارات والكويت والبحرين استدعت سفراءها من لبنان دعماً لموقف السعودية. في إجراء إضافي، حظرت السعودية استيراد المنتجات الغذائية من لبنان. وعلى خلفية زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية، قدم قرداحي استقالته التي كانت بمنزلة تضحية لكي تتراجع تلك الضغوط”.
رئيس وزراء لبنان؛ الخاسر الثاني في النزاع السياسي
وإذ أشار إلى تصريحات نجيب ميقاتي بعد استقالة قرداحي حيث قال إن حكومته تحترم الالتزامات المتعلقة بالاصلاحات وإن التواصل مع ماكرون و بن سلمان يمثل خطوة مهمة لعودة العلاقات التاريخية بين لبنان والسعودية، اعتبر رئيس الوزراء اللبناني الخاسر الثاني في هذا النزاع السياسي، مردفاً: “مع الأسف، في بداية الأحداث شوّه ميقاتي صورته ومصداقيته ولا يتوقع أن ينجح في استكمال مسار مواجهة الضغوط السعودية حتى النهاية في ظل هذه المواقف وهذه المصداقية المتضررة”.
وفي ما يتعلق باستمرار التدخلات السعودية في شؤون لبنان الداخلية وضغوطها عليه، قال محلل شؤون غرب آسيا: “تمارس السعودية منذ سنوات بعيدة تدخلات سافرة في شؤون لبنان تتعارض مع المصالح الوطنية اللبنانية. لاحظنا الكثير من التدخلات السعودية التي ألحقت أضراراً سياسية وأمنية بلبنان، حتى أنها تعاونت مع الكيان الصهيوني في هذا الصدد”.
مساع سعودية لإثارة الأزمة في لبنان
وأكد أن السعودية تسعى إلى الهيمنة على الهيكلية السياسية في لبنان ووظفت في هذا السياق، تصريحات قرداحي كذريعة لفرض العقوبات على هذا البلد، قائلاً: “مشكلة الرياض الرئيسية هي وجود حزب الله في لبنان. السعودية تسعى من خلال توظيف أدوات مختلفة إلى خلق فوضى وإيجاد حالة فراغ سياسي وإثارة أزمة في لبنان وجر المقاومة إلى حرب داخلية لتشويه صورتها. لذلك فهي لن تقوم بخطوات إيجابية لحل مشاكل لبنان الاقتصادية حتى بعد استقالة السيد قرداحي”.
ولفت دستمالجيان إلى محاولة السعودية إلى جعل ثمن إنتقاد الرياض باهظاً، قائلاً: “في لبنان تتمتع الأحزاب والجماعات والناس بالحرية في إبداء الرأي. وتنشط الكثير من الأحزاب في هذا البلد. إذن، يختلف المجتمع والهيكلية السياسية في لبنان عما هو موجود في السعودية بشكل أساسي، بل وعن باقي الدول العربية إلى حد كبير”.
ووفقاً لمحلل شؤون غرب آسيا، إن السعودية خائفة من موجة المطالبة بالحرية والديمقراطية في المنطقة وبين الشعوب العربية، ولذلك تحاول الحيلولة دون إبداء أدنى مواقف معارضة لها باللجوء إلى مختلف الأدوات وحتى الممارسات البدوية.
واختتم دستمالجيان قائلاً: “تعاني السعودية في الداخل كذلك من مشاكل تتعلق بخلافة الملك وخلافات داخلية أخرى وحركة اجتماعية للانتقال من التقليد للحداثة. ولذلك، تثير مثل تلك الضغوط من قبل الدول العربية مخاوفها وتدفعها إلى تبني هذه الخطوات؛ التي ستؤجج تلك الموجات أكثر مما مضى”.
0 تعليق