المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال محلل شؤون أفغانستان إن النهج المناهض للغرب داخل طالبان لا معنى له في الأساس، مضيفاً أن طالبان ما زالت تتطلع إلى الغرب لحل مشاكلها وتحاول حل مشاكلها من خلال توجهها نحو الغرب.
أشار مجتبى نوروزي في مقابلة مع الموقع الإلكتروني للمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، إلى استئناف محادثات طالبان مع الولايات المتحدة وأوروبا في الدوحة، وكذلك بعض مواقف طالبان بأن هذه المحادثات استمرار لمحادثات طالبان السابقة مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاقية الموقعة في الدوحة؛ وقال: كان من الواضح للعديد من المحللين منذ البداية أنه لا يوجد ما يسمى بـ”النهج المعادي لأمريكا ” و “مناهضة الاستكبار” في حركة تسمى طالبان.
وأضاف أن طالبان كانت تقاتل فقط على السلطة داخل أفغانستان، وما نشر من تفاصيل اتفاق الدوحة ومواقف طالبان وأدائها، كلها تؤيد هذا التوجه قائلاً: حسب ما أفاد نائب المتحدث باسم طالبان، كان من المقرر في مباحثات الدوحة أن تتم مناقشة الإفراج عن الأصول الأفغانية المجمدة في الولايات المتحدة والتنفيذ الكامل لاتفاق الدوحة وإقامة علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وطالبان.
وأشار الخبير في الشؤون الأفغانية إلى تصريحات نائب وزير خارجية طالبان عندما قال: “اذا أعيد فتح السفارة الأمريكية فى كابول فسوف تأتي جميع الدول الاوروبية هنا فى غضون نصف ساعة؛ نحن نعمل بجد في هذا الصدد، وبما أنني كنت عضواً في فريق التفاوض معهم، فأنا متأكد من أنهم سيعودون قريباً”. وعلق على ذلك قائلاً: في الحقيقة، نرى أن طالبان ما زالت تتطلع إلى الغرب لحل مشاكلها وتحاول حل مشاكلها من خلال التوجه إلى الغرب، ويمكن تقييم هذه الزيارة في نفس السياق.
وفي إشارة إلى المطالب المتبادلة للولايات المتحدة وطالبان في محادثات الدوحة، قال نوروزي: بعد أن استلمت طالبان الحكومة، واجهوا مشاكل خطيرة في ممارسة الحكم. فاعتباراً بهذه التحديات، أدركوا أنه يتعين عليهم التوجه نحو القوى العالمية، وبالنظر إلى أن هيكل الاقتصاد الأفغاني كان يعتمد بالفعل على المساعدات الخارجية، لم تجد طالبان أي طريقة أخرى لحل مشاكلهم.
وفي إشارة إلى بيان الوفد الأوروبي الذي حث طالبان على اتخاذ خطوات سريعة وذات مغزى وملموسة لتشكيل حكومة شاملة وتمهيد الطريق للمصالحة الوطنية، فيما يخص إمكانية حل مشاكل طالبان وأفغانستان من خلال المفاوضات مع الغرب، تابع نوروزي بقوله: التحدي الأهم الذي يواجه طالبان في الظروف الراهنة، هو تحدي الحكم. عليهم أن يكونوا قادرين على التعايش مع هذا التحدي، وبالنظر إلى أن الموارد الاقتصادية والبشرية التي كان من الممكن أن تساعد طالبان على حل هذا التحدي قد غادرت أفغانستان وهناك إمكانيات قليلة في متناول طالبان، فهناك احتمال ضئيل جداً حول توجههم نحو الحكم الإيجابي.
وفي إشارة إلى أن طالبان ستواجه المزيد من التحديات الأكثر جدية في الحكم يوماً بعد يوم، تناول محاولات بعض الأشخاص داخل طالبان إلى ترجيح نهج التوجه الإقليمي بدلاً من نهج التوجه الغربي، مضيفاً: لا يوجد تجانس بين أعضاء طالبان في هذا الصدد ونحن نرى اتجاهات مختلفة ومتناقضة في بعض الأحيان داخل هذا التيار. بعض التيارات لها وجهات نظر إقليمية وللبعض الآخر رؤى دولية أخرى، وبالطبع هناك مجموعة أخرى تنفي التوجه الخارجي تماماً.
وتابع الخبير في الشأن الأفغاني: “يبدو أن حركة طالبان في الوضع الحالي وبالنظر إلى المشاكل العديدة في أفغانستان، تحاول تقييم كل الامكانيات المتاحة، ونظراً للإمكانيات المتوفرة، تضع أي إجراء على جدول الأعمال. لن تتجاهل طالبان أي تيار أو احتمال أو جهة فاعلة، وفي هذا السياق يمكن أن نستنتج بوضوح أن النهج المناهض للغرب لا معنى له أساساً في هذا التيار.
وفيما يخص تحقيق مطالب طالبان من خلال محادثات الدوحة خاصة في مجال الاعتراف الدولي وكذلك إطلاق الأصول المجمدة، قال نوروزي: مفاوضات الدوحة يمكن أن تكون خطوة للأمام بالنسبة لهم لكن النتيجة تعتمد على التنازلات التي تقدمها طالبان وراء الكواليس للولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وبحسب هذا المحلل لشؤون أفغانستان؛ إذا قدمت طالبان تنازلات كبيرة للغرب، فسنرى بعض الانفراج في الساحة. ولاسيما في الظروف الراهنة، تخشى الولايات المتحدة تعزيز قوة الصين في المعادلة الأفغانية عبر القناة الباكستانية، وستؤكد الولايات المتحدة على مصالحها الاستراتيجية في هذا المجال. لذلك إذا تمكنت طالبان، فضلاً عن الضمانات السابقة، من تقديم الضمانات اللازمة للغرب بأنها لن تتعاون مع الجماعات المتطرفة الدولية وكذلك تمنع الصينيين من الاستيلاء على الساحة الأفغانية كفاعل رئيسي، فقد يتم اتخاذ خطوة إلى الأمام وقد يمنحها الغرب بعض التنازلات الطفيفة.
0 تعليق