جدیدترین مطالب
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
أحدث المقالات
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
تداعیات مؤامرة زعزعة الأمن في العراق و ضرورة الیقظة ضدها
و علی الرغم من أن التهمیش رافق هذه الإنتخابات خلال مرحلة إعلان النتائج، الإ أن حصول الخطاب الشیعي والمقاومة على أغلبیة (53 بالمئة) المقاعد البرلمانية، أحبط سیاسات أمریکا وشركائها بما فیها السعودیة والإمارات وبریطانیا والکیان الصهیوني.
الظروف التي تواجهها الآن الولایات المتحدة في العراق، متأثرة بمناخ ما بعد الإنتخابات في هذا البلد. الواقع هو أن الولایات المتحدة خرجت من الإنتخابات العراقیة خاویة الوفاض. وإن تدفق ملایین الدولارات من الإستثمارات المالیة والمشاورات المکثفة مع القوى السیاسیة، وأشهر من العمل الإعلامي والعملیات النفسیة المعقدة، نتج عنها فقط وصول 9 أشخاص من القائمة المخصصة والمدعومة من قبل أمريكا إلی البرلمان العراقي!
ما یجري حالیاً في العراق، والذي جعل الأجواء السیاسیة والمیدانیة في البلاد عرضة للتوتر والصراع لعدید المرات خلال السنوات الأخیرة الماضیة، هو وضع تأثر إلی حد کبیر بالسیاسات الأمریکیة في فترة ما بعد الإنتخابات. و من الغد الذي تلى الإنتخابات العراقية التي کان فشل الولایات المتحدة فیها واضح تماماً، وضع الفریق الأمني للرئیس بایدن بمرافقة منظمة سي آي أي و بالتعاون مع بعض الأجهزة الإستخباراتیة في المنطقة، ومن خلال تحدیث خططهم، التواطؤ بجدیة علی “اضعاف الأمن و زعزعة الإستقرار في العراق” إضافة للأعمال الخاصة علی جدول أعماله.
لتنفیذ هذه المؤامرة، ظهرت حتی الآن قضیتان في العراق تستحقان التأمل:
الأولى: محاولة تحویل الإحتجاجات السلمیة من المطالب الحقیقیة والمشروعة إلی الإحتجاجات العنفیة والصراعات في الشوارع لـخلق أجواء التوتر في العراق. واستغلت العناصر الإستخباراتیة والعملیاتیة التابعة للولایات المتحدة حتی جزء من هذه الإحتجاجات ایضاً، التي رددت فیها شعارات معادیة لأمریکا والصهاینة، لتحویلها إلی منصة لدفع مؤامرة زعزعة الأمن في العراق!
والثانیة: هجوم الطائرات المسیّرة الإنتحاریة علی منزل مصطفی الکاظمي الذي یعتبر بحد ذاته عمل خطیر و غیر مسبوق لم يسبق أن حدث مثل ذلك في العراق حتی الآن. علی الرغم من أن بعد المحاولة الفاشلة لإغتیال رئیس الوزراء العراقي، حاولت الأجهزة الدعائیة التابعة لأمریکا ربط هذه العملیة بمجموعات المقاومة والجمهوریة الإسلامية الإیرانية، لکن بواسطة اتخاذ الإجراءات خاصة سفر قائد فیلق القدس إلی العراق ومشاوراته مع مصطفی الکاظمي، تبین أن أمریکا هي المتهمة الأولی في هجوم الطائرات المسیّرة علی منزل مصطفی الکاظمي. تقع المنطقة الخضراء في بغداد تحت سیطرة منظومة سيرام الدفاعیة التابعة لأمریکا والتي تعمل بإستمرار و طوال الیوم للرد علی أي تحرکات جویة. ومن المثیر للإهتمام أن هذه المنظومة تم إغلاقها من قبل الأمریکان قبل عدة ایام من هجوم الطائرات المسیّرة علی منزل الکاظمي!
و لا یتمتع العراق مثل الماضي، بالظروف المناسبة لإستمرار تواجد الأمریکیین في البلاد؛ لذلک، فأن زعزعة الأمن في العراق هو مؤامرة يتابعها الأمریکیون لإستمرار تواجدهم و نفوذهم العسکری والسياسي والأمني علی مستویين البرامج الخشنة والبرامج اللينة في العراق.
للإستراتیجیات التي تتابعها أمریکا في العراق تداعیات هامة علی المستویین “الوطني” و”الإقلیمي”. فعلی الصعید الوطني، یمکن أن تواجه هذه الإستراتیجیات، المستقبل السیاسي للعراق خاصة وهو علی أعتاب تشکیل البرلمان و تعیین الحکومة الجدیدة، بالفوضی السیاسیة و ربما عدم تعیین الحکومة. کما أنها یمکن أن تسبب في ظهور الصراعات الداخلیة ذات أبعاد عرقیة وقبلیة ودینیة. وفي سیاق زعزعة الأمن في العراق، تجاوزت أمریکا الحرب الشیعیة – السنیة و تعتزم جر الصراعات إلی داخل الجماعات الشیعیة وإطلاق حرب شیعیة – شیعیة التي تشکل خطورة کبیرة علی المجتمع العراقي ومصالحه الوطنیة.
وتجد في العالم القلیل من ظاهرة مثل انعدام الأمن وزعزعة الإستقرار والفوضی السیاسیة تؤدي إلی إحياء الأصولیة والإرهاب. فإن إحیاء خلايا داعش النائمة و غیر النشطة في العراق، یعتبر من أهداف الولایات المتحدة لزعزعة الأمن في العراق، كما یمکن أن یکون مبرراً ضامناً لإستمرار التواجد الأمریکي في العراق. و في الوقت ذاته، تعتبر نتيجة خطرة علی العراق على الصعید الوطني.
کما أن انتشار حالة اللاأمن و زعزعة الإستقرار في العراق في المجال الإقتصادي ایضاً، الحق أضراراً بالبلاد، و بشکل عام، فقد عطّل مشاریع التنمیة والنشاطات الإقتصادیة في العراق، و أزال جاذبیة هذا البلد للإستثمار الأجنبي.
بالإضافة إلی ذلک، فإن انتشار أجواء انعدام الأمن داخل العراق یمکن أن توفر الظروف للمواجهة بین أقطاب القوة لیس فقط داخل العراق ولکن في المنطقة ایضاً. تعتبر الولایات المتحدة والسعودیة من الخاسرین الرئیسیین في تطورات غرب آسیا، ولذلک تحاولان منع التحالف الإستراتیجي بین طهران و بغداد بأي شکل من الأشکال.
التحرکات الأمنیة الأمریکیة من جهة، و کثرة المشاکل السیاسیة والإقتصادیة ومطالب الشعب العراقي من جهة اخری، وضعت المجتمع العراقي في مرحلة صعبة. یجب علی الشعب العراقي و مجموعاته المختلفة ولاسیما الجماعات الشیعیة والقوات الأمنیة والحشد الشعبي، الحفاظ علی وحدتهم الإستراتیجیة والیقظة أکثر من قبل، ومن خلال إتخاذ الإجراءات الذکیة والدقیقة، قطع الطریق امام مشاریع زعزعة الأمن. و من وجهة نظر الجمهوریة الإسلامیة الإيرانية، فإن أي عمل یخل بالنظام والأمن والإستقرار والسلام في العراق یکمل اللغز الأمریکي، مدان بشدة و یجب منعه.
0 تعليق