المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: رأى أستاذ في جامعة طهران أن تركيبة الأصوات في الانتخابات العراقية، بعد إعلان نتائج الفرز، تکشف عن انقسام حادّ داخل المجتمع العراقي من الناحية السياسية.
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، اعتبر الدكتور محمد صادق كوشكي أن إجراء العملية الانتخابية في العراق بشكل إلكتروني خلال الدورتين الأخيرة والسابقة، كان موطن الجدل الرئيس قائلاً: “في كلتا الدورتين تسبب هذا الأمر في التباس في نتائج فرز الأصوات ونسبة أصوات كل من المرشحين والقوائم الانتخابية. بمعنى أن إجراء الانتخابات الكترونياً لم يساعد عملية الاقتراع شيئاً بل وإنما عزّز التوتر والشكوك والأزمة بشأن التزوير والتدخل في العملية الانتخابية”.
وإذ أوضح أنه طالما توفر شركة أجنبية عبر خوادم (servers) خارج العراق، الدعم التقني لإجراء التصويت الإلكتروني في الانتخابات ستظل هذه الشكوك قائمة دائماً، قال: “تركيبة الأصوات، بعد إعلان نتائج الفرز، تكشف عن انقسام حادّ داخل المجتمع العراقي من الناحية السياسية. أصيب المجتمع العراقي، بكل مكوناته سواء الشيعي أو السني أو الكردي، بتشرذم عميق وفقد تماسكه”.
مخاطر الانقسام الحالي في المجتمع العراقي
وأردف محلل شؤون غرب آسيا قائلاً: “انقسام المجتمع العراقي قد يكون خطيراً للغاية؛ لأن الدستور العراقي ينص على حق المحافظات للتوجه نحو تشكيل أقاليم إذا أرادت ذلك. من شأن الانقسام القائم أن يمهّد لتقسيم داخلي بل واندلاع حرب أهلية في الحالة الأكثر تطرفاً”.
ولفت كوشكي إلى أداء ومواقف الأحزاب والجماعات السياسية النشطة في العراق خلال الانتخابات الأخيرة، مضيفاً: “مع الأسف، يبدو أنه لم تجر لحد الآن أي مساع من السياسيين العراقيين لحصول اتفاق وتقارب، ما قد يثير التوتر في اختيار رئيس الوزراء على المدى القصير، كما يمكن أن يؤدي إلى تمديد رئاسة السيد مصطفى الكاظمي كخطوة لها تداعياتها الخاصة. لا يتسق التوتر وانعدام الأمن في العراق مع المصالح والأمن القومي الإيراني”.
وفي ما يتعلق بتوجه السياسة الخارجية العراقية في ظل الحكومة الجديدة فيه، قال: “في حال انعكست التركيبة الحالية للأصوات في البرلمان وتم تشكيل حكومة تتناسب مع التركيبة التي أفرزته نتائج الاقتراع، سيتبنى العراق في علاقاته الخارجية توجهات تميل نحو الغرب”.
وأشار كوشكي إلى المؤتمر الذي انعقد في أربيل حول التطبيع المحتمل مع الكيان الصهيوني، مضيفاً: “قد يبدي هذا التيار جنوحاً أكبر نحو السعودية، لكن في الوقت الراهن لا إمكانية لتوجه الحكومة العراقية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني. رغم أن بعض الجماعات الكردية بدأت السير نحو ذلك، لكن لا شك في أن الحكومة العراقية بعيدة جداً عن التطبيع في الوقت الحالي”.
0 تعليق