المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: أشار محلل لشؤون غرب آسيا إلى أن كراهية الأمة الإسلامية للدول العربية التي خانت الشعب الفلسطيني تزداد يوماً بعد يوم وفي هذا السياق، تصاعدت الاحتجاجات الداخلية في البحرين، قائلاً: "إن النظام البحريني الذي بادر بدعم سافر لجرائم الكيان الصهيوني من خلال تطبيعه العلني وتبادل السفراء معه، يعتبر شريكاً في جرائم هذا الكيان".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، لفت سيد رضا صدر الحسيني إلى تعيين نظام آل خليفة سفيراً في الأراضي المحتلة ووصوله إليها، قائلاً: “إن النظام البحريني الذي يعاني من عدم الشرعية ويفتقر للدعم الشعبي، أقام علاقات خفية مع الكيان الصهيوني منذ سنوات ظناً منه بأن هذا الكيان قادر على تحسين مكانته لدى القوى العظمى، و هو لا يزال يصر على خطأه”.
وإذ أكد على دور علاقة اللوبيات الاقتصادية والأمنية النشطة في البحرين بالكيان الصهيوني في اتخاذ قرار إعلان التطبيع، أضاف: “من الناحية السكانية والجيوسياسية وكذلك من منظور النفوذ الإقليمي، لا تتمتع البحرين بموقع يذكر. المنظمات الدولية تعتبر هذا البلد أكبر سجن في المنطقة؛ لأنه أودع عدد كبير من مواطنيه في السجن ويسعى إلى سحب جنسية عدد لافت آخر من مواطنيه لدفع سكان المنطقة الأصليين إلى التزام الصمت”.
وأضاف خبير شؤون غرب آسيا: ” ينقل نظام آل خليفة أفواجاً من الناس من دول مختلفة في المنطقة وخارجها، خاصة من باكستان والدول الأفريقية وجنوب شرق آسيا، إلى البحرين لملء بلاده بهؤلاء كسكان. ونظراً لافتقاره لقاعدة شعبية يعتمد عليها سبق الآخرين في إقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني. إذن في الحقيقة، تسعى أنظمة فاقدة للشرعية الشعبية إلى إضفاء الشرعية على كيان آخر فاقد للشرعية”.
تصاعد الاحتجاجات الشعبية
وأشار صدر الحسيني إلى الاحتجاجات المتعددة في البحرين من قبل مجموعات شعبية مختلفة ضد إعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني وتعيين سفير لديه، موضحاً: “كراهية الأمة الإسلامية للدول العربية التي خانت الشعب الفلسطيني تزداد يوماً بعد يوم وفي هذا السياق، تصاعدت الاحتجاجات الداخلية في البحرين. خلال الإيام الماضية، رأينا قمع نظام آل خليفة لمظاهرات المواطنين الواسعة في ليالي شهر محرم وإلقاء القبض على عدد من النساء والمراهقين”.
وقال إن الشعب البحريني لا يعتبر السفير الذي توجه إلى الأراضي المحتلة ممثلاً لنفسه ولا يعترف به، مصرحاً: “يؤكد المحتجون البحرينيون على أنهم سيظلون أوفياء لفلسطين وشعبها ومقدساتها رافضين التطبيع مع الصهاينة”.
ورأى محلل شؤون غرب آسيا أن تسمية أول سفير بحريني لدى تل أبيب وفتح سفارة الكيان الصهيوني في أبو ظبي بعد حرب غزة الأخيرة والتي استشهد فيها 256 فلسطيني من ضمنهم 67 طفل بريء يعتبر خيانة بحق الشعب الفلسطيني، مضيفاً: “تأتي هذه الخطوة بينما يواصل المحتلون هجماتهم ضد الشعب الفلسطينية وفرض الحصار عليه وبناء المستوطنات وانتهاك المقدسات الإسلامية. النظام البحريني يعتبر شريكاً في تلك الجرائم بدعمه السافر لها من خلال القيام بتلك الخطوة”.
وأردف صدر الحسيني القول بالإشارة إلى قرار الخطوط الجوية البحرينية إطلاق رحلات مباشرة إلى تل أبيب بدءاً من 30 سبتمبر، مضيفاً: “بعد مضي عام على التطبيع العلني بين البحرين والكيان الصهيوني، كانت الفعاليات الثقافية هي الوحيدة التي أطلِقت لحد الآن وهي فعاليات تشمل زيارات الفرق الموسيقية والشباب الصهاينة إلى البحرين ومن هنا يبدو أن الهدف الرئيسي للكيان الصهيوني في البحرين هو التأثير على ثقافة الشعب البحريني”.
وقال الخبير في شؤون غرب آسيا إنه من المستبعد أن يطلق الكيان الصهيوني مشاريع اقتصادية ملحوظة في البحرين ولذلك فإن السبب الرئيسي لفتح السفارات هو كسر المحظور القائم في العالم الإسلامي منذ 70 عاماً بشأن العلاقة مع الكيان الصهيوني. لا توجد في البحرين أرضية لتنفيذ مشاريع تنموية ونوعية ولا رأسمال لدى الكيان الصهيوني لتقديمه إلى البحرين”.
الأبعاد الأمنية لحضور الكيان الصهيوني في البحرين
وأكد صدر الحسيني على أن لا أثر إيجابياً لإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني وفتح السفارة بالنسبة للشعب البحريني، مضيفاً: “حضور الكيان الصهيوني في المنطقة ذو طابع أمني بحت وبالنظر إلى أن هذا الكيان المصطنع يتابع أهدافاً محددة في المنطقة فلن يدخل في أي مشروع غير أمني على الإطلاق؛ وإن كان المشروع بمظهر اقتصادي. الكيان الصهيوني عدو لشعوب المنطقة”.
وإذ قال إن ممارسات الكيان الصهيوني لإيجاد موطئ قدم له في الخليج الفارسي لن تنجح في إلحاق ضرر بأمن إيران، حذر قادة دول المنطقة بشأن ضرورة الاطلاع على الممارسات العلنية والسرية لهذا الكيان في المنطقة، مؤكداً: “حضور الكيان الصهيوني يهدف إلى تخريب العلاقات بين دول المنطقة، خلق فجوة بينها وبث رهّاب إيران بمختلف الطرق. ولن يقوم هذا الكيان بأي خطوة إيجابية وبناءة لصالح شعوب المنطقة”.
0 تعليق