المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: في إشارة إلى أن الفائز في قائمة طالبان هو شبكة حقاني وباكستان، و فصيل الملا برادر أصبح مهمشاً، قال محلل في الشؤون الأفغانية: يعاني المجتمع الأفغاني الآن من انقسام عميق بين الحكومة والأعراق والمذاهب الأخرى، وقد يؤدي هذا الوضع الخطير للغاية إلى حرب أهلية.
بيرمحمد ملازهي في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية قال إن قرار شن ضربة عسكرية على بنجشير وحل الخلافات داخل طالبان كانا من المؤكد من بين القضايا التي نوقشت خلال زيارة رئيس استخبارات الجيش الباكستاني إلى كابول، وأوضح: على ما يبدو، قررت حركة طالبان، بإدارة باكستان، عدم إعلان إمارة إسلامية في أفغانستان في الوقت الحالي، وتشكيل الحكومة موقتاً بمزيج من مجلس كويته وشبكة حقاني، وقد تم تعيين وزير بالوكالة لكل وزارة؛ لكن هذه ليست التركيبة التي وعدت بها طالبان وتوقعها الآخرون.
وتابع الخبير في الشؤون الأفغانية: لم يكن الإعتقاد أن طالبان تحتكر السلطة؛ بينما أصبح حكر السلطة الآن عملياً على الصعيدين الإثني والأيديولوجي. كلهم من البشتون، ولم يسمحوا لمجموعات عرقية أخرى بالوصول إلى السلطة، وبهذا الحكر الأيديولوجي، لم يشاركوا أي مجموعات سياسية أو دينية في هذه الحكومة.
قال ملازهي: وبطبيعة الحال، قد تذهب المجموعات العرقية الأخرى التي تم حذفها إلى جبهة المقاومة لتعزيز جانب بنجشير. المواقف التي نراها من الجماعات السياسية الأفغانية تشير إلى أنها لم تقبل بهذه التشكيلة وقد تقاوم. أما متى وكيف تتجلى هذه المقاومة فيستغرق وقتاً؛ لكن الحقيقة هي أن المجتمع الأفغاني يعاني الآن من انقسام عميق بين الحكومة والأعراق والمذاهب الأخرى، وهو وضع خطير للغاية وربما يؤدي إلى حرب أهلية.
الفائز في قائمة طالبان شبكة حقاني وباكستان
مشيراً إلى أن الفائز في قائمة طالبان هو شبكة حقاني وباكستان وأصبح فصيل الملا برادر مهمشاً، قال: يختلف مجلس شورى كويته أو مجلس بيشاور مع شبكة حقاني حول نوع السلوك والحكومة التي يريدون تشكيلها، ولكن في هذه المرحلة تكون القوة العسكرية بيد شبكة حقاني. إنهم احتلوا كابول؛ لكن مجلس كويته ليس لديه أدوات أخرى غير القوى التقليدية التي تمسك بزمام القيادة. الصفقة التي أبرمتها باكستان هي أيضاً لصالح شبكة حقاني؛ لأن القوة العسكرية في أيديهم.
وبحسب هذا الخبير في الشأن الأفغاني، يبدو أن هناك مساومة جرت بين الجانبين، يتقبل فيه مجلس كويته موقفه الضعيف، وربما قد حصلت مساومة حول القيادة.
أوضح ملازهي: ربما تم الاتفاق على هذه المسألة أيضاً لتولي شبكة حقاني القسم الأكبر من تشكيلة الحكومة وأن يقوموا هم بتنظيم القضايا العسكرية في المستقبل؛ لكن لا ينتقدوا قيادة الملاآخند. طبعاً كيفية تطبيق هذه الاتفاقية أمر آخر؛ لكن على أي حال، فقد عينت شبكة حقاني الآن قائداً، وإذا اتخذوا هذا المنصب أيضاً، فسيكون مجلس شورى كويته غير فاعل تقريباً بحضوره الاستعراضي، ولا يمكنه اتخاذ أي إجراء آخر، وباكستان تسيطر تماماً على أفغانستان.
قيود مجلس كويته العسكرية إزاء شبكة حقاني
مشيراً إلى بعض التحليلات حول احتمالية انفصال مجلس كويته عن شبكة حقاني وظهور صراعات داخلية بين طالبان، أوضح: لا يملك مجلس كويته أي قدرة عسكرية ضد شبكة حقاني. لذلك، قد يلعب دوراً حاسماً ويكون حاضراً في الحكومة؛ لكنه لا يستطيع حمل السلاح. لا ينبغي أن ننسى أن جزءاً كبيراً من قوات طالبان انتقل إلى شبكة حقاني. لم يقبل قادتهم الميدانيون الرئيسيون مسار التسوية الذي وقعته طالبان مع الولايات المتحدة في الدوحة. لهذا السبب، إما أن يكونوا قد غادروا البلاد أو انضموا إلى داعش. الآن جزء من داعش هو نفس قوات طالبان التي كانت مستاءة من محادثات الدوحة.
قال ملازهي أن مجلس كويته متلاعب سياسياً، وأضاف: شبكة حقاني مدرجة على القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية وقد خصصوا 5 ملايين دولار لرأس سراج الدين حقاني، الذي يشغل منصب وزير الداخلية بالوكالة، وضاعفوا المكافأة منذ إعلان حكومة طالبان. فإذا أرادت طالبان أن يعترف بها الغرب، فلا خيار أمامها سوى قبول مجلس شورى كويته إلى حدّ ما.
وفي إشارة إلى تأثير وجود أعضاء مجلس كويته في سجن غوانتانامو على فهم أفضل لأمريكا، قال: مجلس كويته لا يخاطر بالصراع العسكري. في الوقت نفسه، لا توجد ظروف داخلية مستقرة. لذلك يحاولون حل المشاكل مع بعضهم البعض، وباكستان تقوم بإحلال المصالحة والوساطة.
وقال إن الشعب والجماعات السياسية والعرقية في أفغانستان لم يتقبلوا حكومة طالبان التي أعلن عنها، وأكد: ستكون مقاومة محتومة تجاه هذه المنهج الحصري ولا يمكن القول إن النصف الآخر على الأقل من السكان الذين هم غير البشتون سيستسلمون. ليس الوضع في أفغانستان اليوم كما كان في الماضي. القبائل الأخرى لديها معرفة بالسلاح ويمكنهم القتال والتنظيم والقيام بالمظاهرات. لكن القضية أبعد من نطاق أفغانستان، ويجب علينا أيضاً أن نأخذ بعين الاعتبار وجود و دور القوى الكبرى والإقليمية في هذا البلد. قد تتمكن الصين وروسيا، على سبيل المثال، من تأمين مصالحهما مع طالبان، ويأخذوا مكان الغرب ويقوموا بحل المشاكل المالية لأفغانستان.
وأضاف أيضاً: إذا أدى الخلاف بين طالبان والجماعات الشعبية والمدنية الأخرى إلى حرب أهلية؛ يتعين على دول المنطقة أن تدعم جانباً واحداً؛ في هذه الحالة ستتحول الحرب الأهلية إلى حرب بالوكالة؛ وقد تنتشر الفوضى في هذه الأجواء وقد يتخذ تنظيم “داعش” إجراءات بالطموحات التي يرمي إليها.
ومعبراً عن عدم قلق طالبان من الاحتجاجات الشعبية، وصف ملازهي رسالة تعيين سراج الدين حقاني وزيراً للداخلية بالوكالة بأنها تخلق جواً أمنياً وقمعياً، وأفاد: إنهم في موقف السلطة الكاملة، وقد حسموا اتفاقاتهم مع الولايات المتحدة ويحاولون قمع أي إزعاج في هذا الاتجاه.
0 تعليق