جدیدترین مطالب
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
أحدث المقالات
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
إبعاد كوريا الشمالية عن الصين؛ استراتيجية أمريكا في عهد بايدن
وأشار الدكتور “نوذر شفيعي” في حوار مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية إلى المواقف الأخيرة لأمريكا وكوريا الشمالية حول بدء المفاوضات بين البلدين، قائلاً: يجب تعريف العلاقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في إطار العلاقة بين الولايات المتحدة والصين؛ في الواقع، يجب تصور لعبة كبيرة لمستقبل العالم مع التركيز على هذين البلدين؛ وفي هذا الإطار، يجب تحليل مكانة كوريا الشمالية.
وأشار إلى أن هذه اللعبة الكبيرة بدأت لتوها و تتلخص مؤشراتها في المنافسات والتوترات بين الصين والولايات المتحدة، قائلاً: تنتهج الصين والولايات المتحدة استراتيجية لإيجاد حلفاء وفصلهم عن الآخرين. فالصين تحاول التجنيد وكسب الحلفاء من بين دول العالم، كما نرى، وهي تنتهج هذه السياسة من خلال مبادرة “حزام واحد، طريق واحد”؛ كما أن الولايات المتحدة تفعل الشيء نفسه بطرق أخرى، بما في ذلك استراتيجية “شبكة النقاط الزرقاء”.
في إشارة إلى جهود ترامب وبايدن في إرسال رسائل إيجابية إلى كوريا الشمالية، تابع محلل الشؤون الآسيوية قائلاً: إن إخراج البلدان من “حضن الصين الاستراتيجي” هو إحدى الاستراتيجيات الأمريكية الحالية التي تشمل بطريقة ما كوريا الشمالية؛ لكن من المؤكد أن العلاقة التي شهدت توتراً لمدة سبعين عاماً لن يتم إصلاحها بسهولة.
تعبير عن الرغبة في تخفيف حدة التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية
أشار شفيعي إلى إعلان الولايات المتحدة عن إستعدادها للتفاوض مع كوريا الشمالية في أي زمان ومكان، وكذلك مواقف الزعيم الكوري الشمالي، الذي قال إن تصريحات مسؤولي واشنطن تظهر عزم إدارة بايدن على الحفاظ على سياسة عدائية ضد بيونغ يانغ، ويجب علينا الاستعداد للحوار والمواجهة؛ ثم قال: تدل الإشارات المتبادلة بين واشنطن وبيونغ يانغ على الرغبة في خفض التوتر. بالطبع لا شك في أن العلاقة بين الصين وكوريا الشمالية قوية جداً واستراتيجية وغامضة، ومن الصعب جداً الفصل بين البلدين، لكن على أي حال، فإن الأمريكان يتخذون خطواتهم في هذا الاتجاه.
في الوقت نفسه أوضح: لذلك، تعيش كوريا الشمالية في حالة من الخوف والرجاء؛ فهي من ناحية، قلقة من أن الاعتماد الهيكلي على الصين واستمرار العزلة الحالية لن يحققا الكثير في نهاية المطاف؛ إذ يشجع هذا الموضوع بيونغ يانغ على التفكير أكثر بمحيطها الخارجي، لكن لديها آفاق غامضة جداً بشأن المستقبل، كما أنه لديها مخاوف بشأن عواقب تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة التي قد تؤثر على علاقاتها مع الصين.
و أشار الاستاذ الجامعي إلى تصريحات شقيقة زعيم كوريا الشمالية عندما قالت إنهم يريدون التفاوض مع الولايات المتحدة لكن لا ينبغي أن يتصور الأمريكان أن المفاوضات تأتي من موقف ضعف، وأضاف قائلاً: هذه التصريحات ليست هينة في العلاقات المتوترة باستمرار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وهي تشير بالتأكيد إلى أن العلاقات المجمدة بين البلدين آخذة في التحسن.
في اشارة إلى تصريحات وزير خارجية كوريا الشمالية عندما قال مؤكداً “إننا لا نبحث عن محادثات بلا هدف وغير مثمرة” واعتبر ضمنياً أن “المحادثات الحقيقية” لا تزال ممكنة؛ أضاف شفيعي: إن الصين قضية أساسية للولايات المتحدة في المرحلة المستقبلية للعالم، وهي قلقة للغاية بشأن انتقال القوة إلى الصين وبداية القرن الصيني. لذلك، يتم اللجوء إلى أي استراتيجية لمنع حدوث هذا الأمر. لا شك أن لديها تركيزاً خاصاً على كوريا الشمالية وميانمار وباكستان وإيران، وتحاول ضم هذه الدول الأربع إلى جانبها.
وأوضح محلل شؤون آسيا بأن الحضور الأمني الأمريكي أصبح قوياً في العالم ولاسيما في محيط الصين وأردف قائلاً: تشير ردود افعال المسؤولين في كوريا الشمالية إلى أن البلاد مستعدة لبدء نوع من المفاوضات وتحسين العلاقات، ولو أن هذه الرغبة قد تكون حقيقيةً أو تكتيكيةً.
ستأخذ الولايات المتحدة رسائل الحد من التوترات على محمل الجد
وأضاف: يبدو أن الولايات المتحدة ستأخذ هذه الرسائل على محمل الجد وتتخذ خطوات في هذا الاتجاه، وحتى لو لم نسمع أي أخبار عن ذلك في الصحافة، فستجرى محادثات سرية ودبلوماسية وراء الكواليس.
و فيما يخص الانتقادات الموجهة لسياسات ترامب تجاه كوريا الشمالية وفشل المفاوضات بينهما، وكذلك عدم تقديم نهج وخطة جديدين من قبل إدارة بايدن في هذا الصدد، قال شيفعي: كان ترامب يخطو على المسار الصحيح فيما يتعلق بالسياسات الأمريكية الكبرى، لكن شخصيته کانت شمولية وكان يعتقد أنه يجب نزع سلاح كوريا الشمالية و ألاّ تقدّم الولايات المتحدة أي تنازلات أمنية تجاه ذلک، لكن بايدن سيفعل ذلك.
وأكد هذا الأستاذ الجامعي: أن الدبلوماسية ليست سوداء أو بيضاء، وإن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تتفاوضان مع استعراض قوّتيهما. ولا يمكن تجاهل المحظورات التي باعدت البلدين وفرقت بینهما طوال 70 عاماً وتغلغلت في الرأي العام، وخاصة الصورة السلبية التي نشأت في أذهان الشعب الكوري الشمالي. لذا حتى لو كانت هناك رغبة جادة فلن تحدث بسهولة وسرعة.
وأضاف شفیعي: من المؤكد أن الولايات المتحدة تدرس مثل هذه الخطة للتفاوض مع كوريا الشمالية، بالنظر إلى الأخبار والتطورات التي تتلقاها من بيونغ يانغ والعلامات والمؤشرات وحتى الملاحظات التي تسمعها من زعماء كوريا الجنوبية واليابان. وهذا التصرف ليس مضيعة للوقت، بل خطوة إستراتيجية لاحتواء أهم منافس لها في العالم القادم.
0 تعليق