المجلس الإستراتیجي أونلاین - حوار: قال خبیر في شؤون غرب آسیا إن الکیان الصهیوني و منذ بدأ بـتطبیع علاقاته مع الإمارات والبحرین والسودان، كان بحث عن أهداف عسکریة وأمنیة في الخلیج الفارسي مضیفاً: أن هذا الکیان یرید أن یکون جزءاً من المنطقة لکن الرأي العام الإقلیمي یعارض الأمر و یرفضه.
وأشار رضا میرابیان في حواره مع موقع المجلس الإستراتیجي للعلاقات الخارجیة إلی افتتاح السفارة الإسرائیلیة في الإمارات قائلاً: رغم المحاولة الکثیرة لـأمریکا وإسرائیل، لکن تطبیع العلاقات مع الکیان الصهیوني کان محدوداً للغایة و في منطقة الخلیج الفارسي قامت الإمارات والبحرین فقط بهذا العمل و رفضته كلاً من عمان والکویت وقطر وحتی السعودیة.
وأضاف المحلل أن مع وصول بایدن إلی السلطة لم تصبح الظروف لـصالح الکیان الصهیوني لـیتمکن من الإستمرار في سیاساته الماضیة لأن الأمریکا في فترة بایدن حاولت العودة إلی السیاسات الأمریکیة السابقة علی أساس حل الدولتین الفلسطینية والإسرائیلية کما حاولت إیقاف أو تجميد العدید من قرارات ترامب.
وأكد الخبير: بـغض النظر عن سیاسات ترامب و بایدن و التغییر في المواقف الأمریکیة، یجب الأخذ بعین الأعتبار أن العالم الإسلامي والعالم العربي لایقبلان الکیان الصهیوني، وقد لعب هذا الرفض دوراً أکثر بروزاً بالنسبة إلی السیاسات الأمریکیة.
وتطرق الخبیر إلی التقاریر الصحفیة بشأن حصول نحو 5 آلاف اسرائیلي علی الجنسیة الإماراتیة خلال الأشهر الثلاثة الماضیة تحت عنوان الإستثمار في الأمارات خاصة في دبي و أبوظبي قائلاً: یبدو أن هناك غاية من إنتشار هذه الأنباء غیر الموثوقة والمبالغ فیها، لأن الإمارات تتخذ إجراءات وقیود أمنیة – سیاسیة مشددة لـمنح الجنسیة. و من الممکن أن الجنسیة منحت في بعض الحالات، اما إذا کان قد منح هذا الحجم الکبیر من الجنسیة، فهذا هو سؤال جاد جداً.
وفیما یتعلق بـالأهداف الأمنیة والنفسیة لـإنتشار هذه الأخبار أضاف المحلل: یجب الأخذ بعین الأعتبار أن الإسرائیلیین یریدون الظهور في العالم الإسلامي والمنطقة لیبینوا أن إسرائیل لدیها هذا الحجم من الحضور السیاسي والأمني والشعبي في الإمارات! لکن هذه القضیة لاتتماشی مع واقع الإمارات والمنطقة.
وأشار محلل شؤون غرب آسيا إلی الأزمات التي یواجهها الکیان الصهیوني في المجالات المحلیة والإقلیمیة والدولیة مصرحاً أن الظروف لیست مواتیة علی الإطلاق لـلکیان الصهیوني حتی یحصل مواطنیه علی الجنسیة الإماراتیة. مع ذلک، فإنهم یتطلعون إلی التضخیم ليظهروا أن الأوضاع عادية و يوحوا أن بإمکانهم العیش بشکل مریح في المجتمعات الإسلامیة!
وأضاف الخبیر: في الظروف الحالیة، يبحث الإسرائیلیون عن جلب الأموال و رؤوس الأموال الإماراتیة داخل الأراضي المحتلة. حتى أنهم إقترحوا إستثمار الإمارات في بعض القطاعات الإقتصادیة والبنیة التحتیة الإسرائیلیة بما في ذلک مناقشة خطوط الطاقة التي تصل إلی البحر الأبیض عن طريق الأمارات.
وفي الوقت نفسه قال: ربما قام بعض الإسرائیلیین بفتح شرکات في دبي و أبوظبي لکن قضیة منح الجنسیة قضیة حساسة ولها تداعیات سیاسیة وامنیة خطیرة علی الإمارات.
وأضاف الخبیر في شؤون غرب آسیا: منذ الیوم الذي بدأ الکیان الصهیوني بـتطبیع علاقاته مع الإمارات والبحرین والسودان، فإنه لم یسع فقط إلی إقامة علاقات طبيعية بل يتابع أهداف عسکریة وأمنیة في الخلیج الفارسي. و قد حذرت ایران الإمارات و دول المنطقة مراراً و تکراراً من هذه القضية و دعتهم إلی عدم السعي للحصول علی دعم هذا الکیان أو إطلاق يده حرة في المجالات الأمنیة والعسکریة في المنطقة.
وقال ميرابيان: إن اسرائیل ترید أن تکون جزء من المنطقة لکن الرأي العام الإقلیمي یعارضها و یرفضها. فلایمکن للشعوب و ثقافاتهم قبولها، إنما هناك بعض الدول فقط یقومون بـبعض المغامرات نتيجة ضعفهم و تراخيهم معتقدين أنها ستجلب لهم إنجازات. علی سبیل المثال؛ فإن سفیر إسرائیل لدی مصر لم يستطع حتی الآن من إختیار مکان لـیکون منزله فهو یقیم في فندق لأن الشعب المصري لایستقبل السفیر الإسرائیلي والسفارة الإسرائیلیة. هذا الوضع موجود فی المغرب أیضاً.
وتابع میرابیان أنه علی رغم من الضغوطات الکثیرة التي مارسها دونالد ترامب من اجل تطبیع علاقات بعض الدول مع الکیان الصهیوني و عقد إجتماعات سریة، إلا أن السعودیة لم توافق الى الآن علی إقامة علاقات مع هذا الکیان بـسبب معارضة الرأي العام السعودي.
وفی إشارة إلی حرب الکیان الصهیوني علی قطاع غزة التی استمرت 12 یوماً و الهجمات التي شنها ضد المناطق المدنیة تطرق الخبیر في شؤون غرب آسیا إلی تصریحات المسؤولین الإماراتیین وقولهم إن هدفهم من التطبیع مع الکیان الصهیوني هو المساعدة لـتسویة القضیة الفلسطینیة مصرحاً: أن قيام الإمارات بتطبيع العلاقات و بصورة علنية تكون قد طعنت الفلسطینیین من الخلف.
وأضاف المحلل: أن أحد أسباب تجرؤ اسرائیل علی زیادة الضغط علی الشعب الفلسطیني فی القدس هو تطبیع العلاقات وأكد: لو لم یکن التطبیع لما تجرأ الإسرائیلیون بـإتخاذ هذه الإجراءات. فتطبیع العلاقات دفع الإسرائیلیین إلی التفکیر في أنهم یستطیعون فعل أي شيء في الأراضي الفلسطینیة، لکن بـمساعدة كافة أبناء الشعب الفلسطیني سواء أکانوا سکان أراضي 48 و سکان أراضي 67 و مقاومتهم، ثبت أن هذا الأعتقاد غير صحيح.
0 تعليق