المجلس الاستراتيجي أونلاين - حوار: قال خبير في شؤون الكيان الصهيوني، إنه ليس من الواضح أن الحكومة الائتلافية الجديدة في الكيان الصهيوني يمكن أن تستمر في مهامها حتى ستة أشهر ولديها درجة منخفضة من المرونة والصمود وتابع: لقد تفككت كتلة نتنياهو - بن زايد - بن سلمان عملياً، ويبدو أنه سيكون لدينا إسرائيل أضعف في المعادلات الإقليمية.
أشار علي عبدي، في حوار مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، إلى التطورات الداخلية للكيان الصهيوني وخروج نتنياهو من السلطة، وقال: رغم تغيير الحكومة في هذا الكيان وتسليمها لتيار الائتلاف المضاد لنتنياهو، إلا أن الحكومة ليست مستقرة وقوية، وقد تطولها الخلافات وتنهار بأدنى ذريعة.
وأضاف: “في أقصى يمين التحالف المناهض لنتنياهو يوجد حزب يمينا، وفي المقابل يقف الطرف الصهيوني يائير لبيد ومن جانبه العربي نرى حزب منصور عباس؛ تحالف بين مجموعات اليسار والوسط واليمين، وقاسمها المشترك جميعاً هو العداء مع نتنياهو ومحاولة الإطاحة به. هذه الجبهة هي ائتلاف غير متجانس وهجين ومليء بالثغرات التي إذا تم تفعيلها، يمكن أن تؤدي في أي لحظة إلى انهيار الائتلاف وبالتالي انهيار الحكومة. في الواقع، هم يعانون من ضعف شديد.
مجتمع إسرائيل متعدد الأقطاب مع انقسامات عميقة للغاية
وفي إشارة إلى مسيرة الأعلام في الأراضي المحتلة من قبل اليمينيين بعد رحيل نتنياهو والتوترات التي أحدثتها، قال: المجتمع الصهيوني ليس مجتمعاً متجانساً وثغرات التحالف هي في الحقيقة انعكاس للثغرات القائمة في المجتمع الصهيوني. المجتمع الذي أصبح ثنائي القطب أو متعدد الأقطاب بدرجة عالية ويعاني من انقسامات عميقة جداً.
وأوضح عبدي: من ناحية، يسيطر التطرف اليميني على هذا المجتمع وتتسع رقعته يوماً بعد يوم، ومن ناحية أخرى نشهد توجهات يسارية أو أحياناً إنسانية لا تمت إلى خطاب الكيان الصهيوني بصلة. إضافة إلى ذلك، هناك مجموعة من الميول الدينية، بعضها لا يعترف بشرعية الكيان الصهيوني، ومن ناحية أخرى، هناك مذاهب دينية صهيونية متعصبة لها نزعات يمينية.
وأشار الخبير في شؤون الكيان الصهيوني أيضاً إلى الانقسامات العرقية في هذا الكيان مؤكداً: أن هذا المجتمع غير متجانس إلى حد كبير وهو في الواقع إرث نتنياهو السياسي وأحد نتائج أفعاله.
عجز الحكومة في الاستمرار لستة أشهر
وفي إشارة إلى تصريح نتنياهو في جلسة برلمانية للكيان الصهيوني بأن “سوف نطيح بالحكومة اليسارية في وقت أقرب مما يعتقده كثيرون” قال مضيفاً: هذا أمر غير محتوم ما إذا كانت هذه الحكومة الائتلافية ستستمر حوالي ستة أشهر، لأنها تتسم بدرجة منخفضة من المرونة للبقاء.
وتابع عبدي: أمام هذا الائتلاف هناك معارضة بزعامة نتنياهو، وتقف المعارضة خلف الائتلاف المساند للحكومة بفارق صوت واحد، والتي يمكنها بالفعل قلب الحكومة من خلال ضم مقعد واحد من البرلمان في أي لحظة من خلال ايجاد خلل في هذا الائتلاف. نتنياهو سياسي محترف ذكي في لعبة السلطة وفي نفس الوقت حقود للغاية وسيصفي الحسابات بالتأكيد.
وقال خبير شؤون الكيان الصهيوني في نفس الوقت: بالنظر إلى موضوع أزمة غزة والحرب الأخيرة، فإن استئناف حرب أخرى يمكن أن تكون نقطة البداية لنهاية الحكومة الائتلافية؛ لأنه في هذا التحالف، يوجد كل من الفصيل الفلسطيني لمنصور عباس ونفتالي بنت اليميني المتطرف. في هذه الأثناء، في الفضاء الداخلي للكيان الصهيوني، تسود قوة اليمين، وفي ظل الأجواء الثقيلة السائدة، يكون اليسار والمعتدلون في وضع ضعيف عملياً.
وأضاف عبدي: مع انهيار الائتلاف سنشهد حضور نتنياهو مرة أخرى. الخيار الأقوى لليمين هو نتنياهو على أية حال. لكن عودته إلى السلطة لا تعتبر إنقاذاً للكيان الصهيوني بل سيدخله في مرحلة انسداد جديدة. إلى أن يتمكنوا من إخراج نتنياهو من الساحة السياسية – على سبيل المثال، من خلال متابعة قضايا الفساد المتورط فيها – فإن ظله الثقيل لن يسمح لحكومة أخرى غير حكومة اليمين بالتنفس بسهولة والعمل بشكل صحيح، حتى لو كان ضده تحالف من اليمين واليسار والوسط.
حضور إسرائيل أضعف في المعادلات الإقليمية
وحول وضع خطط السياسة الخارجية للكيان الصهيوني في غياب نتنياهو، وكذلك قوته الإقليمية في حكومة نفتالي بينيت، قال: بعض هذه السياسات كلية وخارجة عن إرادة الأحزاب المحلية، لكن على مستوى الميداني والتنفيذي لرئيس الوزراء والحكومة دور بارز في تمريرها. بالطبع، جزء كبير من هذه العلاقات هو مبادرة نتنياهو وقدرته الشخصية، وغيابه هو وترامب في الولايات المتحدة سيلحق أضراراً بهذه الخطط. في الواقع، تفككت كتلة نتنياهو – بن زايد – بن سلمان عملياً، ويبدو أن حضور إسرائيل سيكون أضعف في المعادلات الإقليمية.
وفي إشارة إلى استعداد الكيان الصهيوني لإقامة علاقات مع الدول الإسلامية في جنوب شرق آسيا، قال الخبير في شؤون الكيان الصهيوني: يؤثر غياب ترامب ونتنياهو، وكذلك النهج المختلف لإدارة بايدن، بشكل كبير على هذه العلاقات. الواقع أن غياب نتنياهو له تأثير كبير في طبيعة هذه العلاقات والتفاعلات السياسية.
وأشار عبدي إلى تأكيد لبيد على ضرورة إجراء تغييرات في سلوك الكيان الصهيوني مع الولايات المتحدة من أجل تعزيز العلاقات، وأضاف: الحكومة الجديدة أفضل لبايدن وأي حكومة غير نتنياهو ستكون أفضل للديمقراطيين. على الرغم من عدم وجود حكومة لديها النفوذ والقوة التي يتمتع بها نتنياهو في الولايات المتحدة، لكن يبدو أن الحكومة الجديدة تحاول أن تدير نوعية العلاقة مع إدارة بايدن على النحو الذي يسد هذه الفجوة، وتعد مسألة مرونة الحكومة الإسرائيلية الجديدة واستدامتها موضوع خطير.
الوضع الفلسطيني في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة
وفي إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية المصري بشأن تقدم عملية السلام مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، قال عن الوضع في فلسطين في ظل الحكومة الجديدة للكيان الصهيوني: أثبتت تجربة أكثر من 70 عاماً من احتلال فلسطين أن أي عملية سلام مع إسرائيل لن تنجح دون تحديد وضع فلسطين.
وأكد عبدي: حتى لو دخلت كل الدول العربية في مفاوضات مع إسرائيل واعترفت بها وفتحت سفاراتها هناك، فإن عملية السلام ستكون غير مثمرة ما لم يتم حل القضية الفلسطينية، وستقتصر على العروض الدبلوماسية مثل شرم الشيخ وكامب ديفيد، وأوسلو. ولن تحدث تطوراً في الميدان وساحة العمل. في هذه الحالة لن تساير شعوب المنطقة هذا المسار ولن تحل مشكلة الكيان الصهيوني.
0 تعليق