المجلس الإستراتيجي أونلاين – حوار: أشار أحد الخبراء في شؤون شبه القارة الهندية أنه لم يتبنّ لحد الآن أي طرف مسؤولية التفجير الذي استهدف مدرسة للبنات في كابل والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عدد كبير من الناس والأطفال الأبرياء.
قال بير محمد ملا زهي، في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، إنه “رغم إعلان طالبان عدم ضلوعها في التفجير واتهامها لداعش بالوقوف وراء العملية، إلا أن الأجهزة الحكومية تعتقد أن طالبان هي من نفذت العملية”، مضيفاً: “خاصة و أن هذه العمليات لم تستهدف مدارس للبنات فحسب، بل حدثت عدة عمليات أخرى في أماكن مختلفة من ضمنها استهداف مسجد لأهل السنة”.
وتحدث ملا زهي عن اعتقاد سائد بأن شبكة حقاني هي من تنفذ عمليات معقدة كهذه، مؤكداً: “رغم وجود نوع من التعاون بين شبكة حقاني و حركة طالبان، لكن هذه الشبكة تستمد قوتها بشكل رئيسي من باكستان وخاصة جهاز استخباراتها”.
وأوضح هذا الخبير إلى انشقاق عناصر من طالبان والتحاقهم بداعش نتيجة استيائهم من المسار الذي نتجت عنه محادثات الدوحة، مع أن هؤلاء العناصر لم يعلنوا الانشقاق عن طالبان رسمياً”.
وإذ إشار ملا زهي إلى طرح روسيا مؤخراً ادعاءات ضد الولايات المتحدة بتنظيم نشاط داعش في أفغانستان، أضاف: “بشكل خاص، دخلت جماعات عرقية – مناطقية كنهضة تركستان الشرقية الإسلامية المكونة من عرقية أويغور والتي تحارب ضد الصين لانتزاع استقلال شينجيانغ ونهضة طاجيكستان الإسلامية وحزب التحرير والشيشانيون تحت إشراف داعش. وعليه، يعتقد الروس أن هذه القوى ستحل تدريجياً مكان طالبان التي أبدت رغبتها في حل سياسي خلال اجتماع كويته”.
وأكد على أن لا أحد يعرف ما الذي يجري بالتحديد وراء الكواليس، قائلاً: “رغم ذلك، إذا أخذنا ادعاء الروس بعين الاعتبار فيجب القول إن داعش بدأ بإعادة تنظيم نفسه بين جماعات عرقية غير عربية للقيام بالعمليات ضد الصين والمناطق المركزية في روسيا وآسيا الوسطى”. وأضاف: “يصعب التأكد مما إذا كان ما تطرحه روسيا مجرد مزاعم تنبثق عن تنافسها مع أمريكا أم هي معلومات حصلت روسيا عليها فعلاً من خلال أجهزتها الاستخباراتية”.
وأوضح خبير شؤون شبه القارة الهندية: “بالنسبة لما يجري وراء الكواليس، فإنه من الواضح إلى حد كبير بأن جزءاً من داعش مرتبط بباكستان، وفي هذا السياق شهدنا مؤخراً أن جهود إسلام آباد أسفرت عن إطلاق سراح أحد قادة داعش كان قد اعتقل شمال أفغانستان”.
ورداً على سؤال عن السياسات التي يجب على العالم الإسلامي اتباعها تجاه هذه الأعمال الإرهابية، قال ملا زهي: “إذا كانت هذه المعلومات صحيحة وفي حال ضلوع جهاز الاستخبارات الباكستانية فيما يجري بأفغانستان وكونها على تنسيق مع الولايات المتحدة، فيجب القول إن معظم الجماعات التكفيرية مثل داعش تتلقى الدعم الأيديولوجي من السعودية وتخضع من الناحية السياسية لنفوذ باكستان. وإذا أراد العالم الإسلامي التصدي للأمر، فعليه الرجوع إلى منظمة التعاون الإسلامي”، مضيفاً: “يجب أن تتولى إحدى الدول متابعة موضع الإرهاب وأحداث أفغانستان في المنظمة. حينها يمكن دفع كافة الدول الإسلامية نحو التعاون للسيطرة على الأمر”.
وأكد ملا زهي على أن نجاح هذه المبادرة رهن بتجفيف مصادر التمويل والدعم اللوجستي لهذه الجماعات، إلى جانب ممارسة ضغوط على السعودية وباكستان للتخلي عن دعمهما لها، موضحاً: “طالما يبقى الوضع على ما هو عليه الآن ويستمر تمويل هذه الجماعات، فلن يلوح في الأفق حل للمشكلة”.
وأردف ملا زهي قائلاً إنه لو ثبت أن هناك دور للأمريكيين في مايحدث بأفغانستان – مثلما تقول روسيا – فحينها تتعرض الاتفاقات بين طالبان وأمريكا للتشكيك. لأنه قد يدل على وجود اتفاق وراء الكواليس بين أمريكا وطالبان يقضي بأن لا تضيق طالبان الخناق على داعش والقاعدة حال صعودها للسلطة شرط أن لا تقوم تلك الجماعات بهجمات ضد أمريكا وحلفائها، بل تركز عملياتها على خصوم أمريكا.
0 تعليق