المجلس الأستراتیجی ــ حوار: قال السفیر الأیرانی السابق فی رومانیا والمجر مشیراً الی مفاوضات الأتفاق النووی فی فینا بین ایران وومجموعة 1+ 4 بأن ایران یمکنها ان تعود الی التزاماتها فی الأتفاق المذکور اذا ماحصلت علی الضمانات اللازمة وتأکدت من اختبار المصداقیة .
وذکر علی اکبر فرازی لدی مقابلة مع موقع المجلس الأستراتیجی للعلاقات الخارجیة مشیراً الی المباحثات الراهنة فی فینا بالقول : ان مجرد ما اعلنه الجانبان فی رفع خطوات ایجابیة لمعالجة المشکلة یبعث علی الأمل وهذا یبرهن علی توفر الأرادة السیاسیة بینهما للوصول الی نقاط مشترکة .
وتطرق فرازی الی ما أکده سماحة قائد الثورة المعظم فیما یتعلق بضرورة الغاء کافة اشکال الحظر وتفادی المفاوضات الأستنزافیة ومنع امریکا من فرض کلام باطل علی ایران واعتبر هذه التوجیهات بانها ستزید من قدرة مجموعة التفاوض الأیرانیة وثقتها بالنفس واردف قائلا ً : بالتأکید یجب ان لاتصبح المفاوضات استنزافیة حیث یعتقد وفدنا الدبلوماسی المفاوض بضرورة التوصل الی الحصیلة المتوخاة . اضافة الی ذلک فأن الوفد الأیرانی بالنظرالی الخبرة التی اکتسبها من الجولة السابقة للمفاوضات علیه ان یغلق الطریق امام ای نوع من مظاهر الجشع .
الأیرانیون لایتنازلون عن القضایا الأمنیة والدفاعية بتاتاً :
واوضح هذا الدبلوماسی السابق لبلادنا علی انه من البدیهی قد تکون لدی التیارات السیاسیة خلافات فی وجهات النظر حول بعض الأمور واستطرد الی ان هذه الخلافات الفئویة فی الآراء ینبغی ان لاتستهدف المصالح الوطنیة بصورة غیر واعیة وان لاتؤدی الی اضعاف فریق التفاوض الأیرانی . فضلا عن ذلک فأن استطلاعات الآراء التی جرت فی المجتمع الأیرانی واوساط الجالیات الأیرانیة خارج ایران تؤید کما هو الحال عادة علی ان الأیرانیین لیسوا مستعدین بالتنازل عن قضیاهم الأمنیة والدفاعیة اطلاقاً.
والمح فرازی الی الأجراءات التی اتـُخذت لغرض توجیه الضغوط عی ایران ومنها مهاجمة المنشآت النوویة وکذلک ممارسة فرض العقوبات وتابع یقول :
کلما ازدادت العقوبات والأسالیب الخبیثة للأطراف الأخری وایضا الضغوطات للحصول علی مزایا غیر مشروعة سوف تتضاعف ارادة وعزیمة الشعب علی قضایاهم الدفاعیة والأمنیة اکثر فاکثر . ومن هنا فأن الأجراءات التی عملوا بها دفعت ابناء الشعب الی یکتشفوا علی أن الأمور الدفاعیة والأمنیة هامة للغایة بالنسبة لدیهم .
وقال المذکور بان فریق التفاوض الأیرانی لم یخرج بالتأکید من اتفاقیة خطة العمل الشاملة ولکن امریکا بانسحابها من هذا الأتفاق النووی وانتهاج سیاسة الضغوط القصوی حاولت اجبار ایران الی قبول شروطها ولکن رغم الضغوط التی تعرض الیها الشعب لکنهم تحملّوا حتی انتهت هذه المرحلة مما اسفر ان یعود ایران ملئ الیدین الی المفاوضات .
ضرورة اختبارالمصداقیة
وشدد فرازی علی الغاء کافة اشکال الحظر عن البلاد وقال : قد یستغرق هذا الأجراء بسبب الأمورالفنیة متسعاً من الوقت وان یکون تدریجیا ولکنه یستدعی الأمر یقظة الجانب الأیرانی بالتأکید ، لکی یحصل علی الضمانات اللازمة وان یعود الی التزاماته فی الأتفاق اذا ما انجز اختبار المصداقیة بالتأکید. فی سبیل المثال لابد من ازالة الصعوبات والمشاکل الخاصة بالعملیات المالیة لکی یتم تصدیر النفط بسهولة و تستطیع جهات التأمین والأئتمکان الکبری ان تدخل فی عقد الصفقات مع ایران .
المفاوضات مع الغرب لاتنفی الرؤیة الأستراتیجیة نحو الشرق
اوضح محلل الشؤون الدولیة فی معرض حدیثه عن وجوب الاهتمام المتزامن الی علاقات ایران مع سائر الدول وکذا الرؤیة الأستراتیجیة نحو الشرق مایلی :
ان المشکلة الرئیسیة لبعض التحالیل هو اننا عندما نطرح سیاسة الرؤیة نحو الشرق او الاتفاقیة الأستراتیجیة مع الصین علی مدی 25 عاماً نری سلبیة ضرورة قطع علاقتنا مع الکتل الأخری . فسیاسة التوجه نحو الشرق هی سیاسة صائبة لاتتضارب ابداً مع تطویر علاقاتنا مع الغرب لأننا یمکننا ان ننمی علاقاتنا مع کلا الجانبین بصورة متزامنة علی مسار المصالح الوطنیة .
وشدّد فرازی : ما نحتاجه هو التنظیم المتعادل لعلاقاتنا الخارجیة . فسیاستنا الخارجیة یجب ان تتعاطی مع العالم اجمع ماعدی اولئک الذین نعتبرهم غیر شرعیین . وفعلا فأن دول کالصین وروسیا یرغبان این یدخلوا فی التفاوض مع الأیرانیین وان یبرموا اتفاقیات ذات مغزی اذا ما تاکدوا من موقع واهمیة تلک الأتفاقیات علی مستوی العالم . لذا یمکن ان تکون لدینا العدید من قنوات النسیم الملائم اذا ما کانت عندنا علاقة متناسبة ومتعادلة فی اطار المصالح الوطنیة مع کافة ارجاء العالم .
واشار المذکور اعلاه بالطبع من البدیهی ان نختار الصین کشریک استراتیجی وهذا لایعنی بان العلاقة الجیدة مع الصین هو رهن بنسف العلاقة مع الغرب .وصرح خبیرالشؤون الدولیة بعد الأشارة الی ضرورة الأخذ بنظر الأعتبار السیاسات التی بفعلها تفقد العقوبات جدواها بالقول :
ان رفع العقوبات او اجهاضها لاتعنی بحد ذاتها الی اننا سوف نتوصل الی التنمیة والتقدم الباهر وبوتیرة متسارعة للغایة دون ادنی شک . ینبغی ازالة اشکال الحظر وفی ذات الوقت ان نعمل بوعی فی ادارة الموارد والمصادر .
فمجرد ازالة العقوبات ، قد یوفر لنا انفراجات مناسبة فی حیاتنا الیومیة ولکن تکون حصیلة رفع العقوبات مبارکة ومیمونة اذا ما قمنا بالتاطیر والمأسسة فی الداخل واستطاعت الأدارة الداخلیة الأستعانة بالموارد المکتسبة بافضل شکل ولانتاج الثروة . ولو انتهت الموارد الناتجة عن رفع العقوبات الی عملیة التوزیع مرة اخری لایعالج المشکلة والألم ، انما یجب ان تـُضّخ الموارد فی الأنتاج وأجراءات البنی التحتیة . فازالة العقوبات یجب ان تنشّطنا فی سوق الأستثمار والأقتصاد دون الأعتماد علی النفط .
یجب علی الفرنسیین ان ینتهجوا سیاسة اکثر تعادلاً
تطرق هذا الدبلوماسی السابق لبلادنا الی مواقف الأطراف المفاوضة فیما یتعلق بالأتفاق النووی بما فیها فرنسا واوضح بان مواقف حکومة مکرون فی هذا الخصوص اجتازت تقلبات کثیرة واثبتت بان حکومة ماکرون لم تشخص کما یجب مصالحها فی الشرق الأوسط او البیئة المحیطة بنا جیدا واذا ظن الفرنسیون بانهم یستطیعون عبر سوق السیارات وهذه الصناعة فقط الدخول الی ایران والاستثمار ولو بشکل ضئیل فیه سوف یتضح عندها بانهم لیسوا لهم معرفة کافیة عن شؤون ایران .
واخیرا شدّد علی ان الفرنسیین ینبغی ان ینتهجوا سیاسة اکثر توازناً لکی یتمکنوا ان یتواجدوا فی امور المشاریع التحتیة والنفط والغازوالصناعات الثقیلة وان یقوموا بعملیة الأستثمار المشترک مع ایران . لهذا من الضروری ان تقترب فرنسا الی ایران وتستوعب السیاسات الأیرانیة اکثر من ای وقت مضی .
0 تعليق