المجلس الأستراتیجي ـ حوار : صرح احد خبراء الشؤون الآسیویة فیما یتعلق بزیارة رئیس الدبلوماسیة الإیرانیة لدول منطقة آسیا الوسطی بان الزیارة الأخیرة للدکتور محمد جواد ظریف وزیر خارجیة بلادنا الی الدول الأربع الرئیسیة في منطقة آسیا الوسطی وهي کازاخستان، قرغيزستان، تركمانستان، واوزبکستان هي قابلة للدراسة وتحظی باهمیة جدا في بعض المجالات :الأولی فیما یتعلق بمستجدات الساعة وملف الأتفاق النووي و وثیقة التعاون الأیرانیة الصینیة علی مدی 25 عاماً وکذا فیما یتعلق بالقضایا العامة والجیوسیاسیة القادمة.
واکد عبدالله مرادي في مقابلة مع موقع المجلس الأستراتیجي للعلاقات الخارجیة بالقول: اذا ما اردنا ان ننطلق من زاویة المنظار العام علینا ان نقول بأن آسیا الوسطی تتمیز باهمیة لایستهان بها لدی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة من عدة نواحي: اولاً تعتبر آسیا الوسطی منطقة واسعة مجاورة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و لم تستشعر اي خطر او تهدید من قبل هذه المنطقة الجغرافیة خلال اکثر من ثلاثة عقود مضت وکذا بعد انهیار الأتحاد السوفیتي السابق .
واردف خبیر المجلس الأستراتیجي للعلاقات الخارجیة بالقول : في ذات الوقت هناک جذور ثقافیة وتاریخیة مشترکة بین ایران وبلدان هذه المنطقة ولهذا تم تحدید وتعریف تعاون اقتصادي لاعلی نطاق واسع لکنه مستدام طیلة العقود الأخیرة الماضیة .
واضاف مرادی علی ان منطقة آسیا الوسطی لاتتمیز باقتصاد ضخم فیما تمتلک موارد طبیعیة وفیرة جدا وتحظی ایضا بمکانة جیوسیاسیة وجیواقتصادیة خاصة لأن هذه المنطقة تقع علی طریق یربط الشرق بالغرب وممر الشمال الجنوب بدءاً بالهند حتی روسیا واوروبا وکذلک تتوسط مسار ) حزام واحد طریق واحد ( للصین . ومن هنا کان من الضروری ان تبحث الجمهوریة الاسلامیة الأیرانیة فی رفع مستوی علاقاتها مع هذه المنطقة بشکل او بآخر .
ویشیر هذا الأستاذ الجامعی الی الطاقات المتاحة فی هذه المنطقة من الماضی ویری بان هذه القابلیات تسیر نحو التنمیة لان دول هذه المنطقة تخطت تطورات سیاسیة کثیرة ویستطرد قائلا : الآن اذا ما اخذنا بنظر الأعتبار فترة نفوذ الأتحاد السوفیتی وفترة حکم الساسة السوفیات علی هذه الدول سوف نقول بان جمیع هذه البلدان اجتازت نوعاً ما فترة ما بعد الأتحاد السوفیتی ودخلت حالی اً مرحلة جدیدة وعلی هذا فان اعادة التعریف بعلاقات هذه الدول تحظی باهمیة .
ویواصل مرادی علی ان الجمهوریة الأسلامیة الأیرانیة بالطبع لاتفکرلوحدها بطرح اعادة التعریف بالعلاقات مع هذه الدول لأن هناک تنافس اً محموماً ینشأ علی منطقة آسیا الوسطی لاتضم دول المنطقة کروسیا والصین فحسب انما دخلت بعض الدولة العابرة للمنطقة کامریکا علی الخط واوضح بهذا الشأن : لقد تم اصدار وثیقة استراتیجیة امریکیة لآسیا الوسطی عام 2020 لمدة 6 سنوات حیث تنبأت فیها بحصول تطورات حتی عام 2020 م وهذا یؤکد علی ان امریکا ترصد بشکل حازم منطقة آسیا الوسطی .وشدد المذکور علی ان هذه المنطقة هامة للولایات المتحدة الأمریکیة من الناحیة الأقتصادیة ولجهة احتواء روسیا والصین ایضا .
ویعتقد هذا الخبیر واضافة الی الدول السالفة هناک دول کالیابان وترکیا هی من جملة الدول التی تعمل حالیا بمزید من التقارب نحو آسیا الوسطی وبهذا الصدد اقامت ترکیا دبلوماسیة ثقافیة قویة مع بلدان هذه المنطقة وعلی هذا وفی مثل هذه الظروف فأن ادنی حد لمسیرة التواصل الأقتصادی لأیران مع آسیا الوسطی لم تکن مناسبة . ومن الضروری اذا ما اردنا ان نلقی وجهة نظر خاصة خلال العقود القلیلة القادمة نحو الشرق ای روسیا والصین علینا ان نعمل علی اعادة تعریف رؤیتنا نحو آسیا الوسطی.
کما اکد علی ان اعادة مثل هذا التعریف هی ضمن متطلبات السیاسة الخارجیة للبلاد .وفی الحقیقة یتعین علی الجمهوریة الأسلامیة الأیرانیة علی ضوء تغییر الأطر والمقاییس العالمیة وتحویر التفوق والسیادة والسلطة من الغرب نحو الشرق والترکیز علی الأقتصاد فی النظام الدولی ، ان تقدم تعریفاً حدیثا حیال المنطقة الجیوسیاسیة والجیواقتصادیة الخصبة لآسیا الوسطی وان تبادر علی تنشیط طاقاتها السیاسیة والأقتصادیة والثقافیة فی هذه المنطقه باقصی مایمکن.
0 تعليق