المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في القضايا الدولية إن مزاعم الولايات المتحدة بتعليق إرسال الأسلحة إلى الكيان الصهيوني هو خداع سياسي لإسكات الرأي العام، لأنه لا يحدث فرقاً في طبيعة دعم هذه الدولة للجيش الصهيوني ووجود هذا الكيان.
قال أميرعلي أبوالفتح، في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، حول المواقف الأخيرة للسلطات الأمريكية بشأن وقف إرسال وبيع الأسلحة العسكرية للكيان الإسرائيلي في حال حدوث هجوم عسكري واسع النطاق على رفح: إن المواقف الأمريكية بشأن وقف إرسال الأسلحة العسكرية للكيان الإسرائيلي هو قرار سياسي مخادع وليس قرار عسكري. لأن الولايات المتحدة لم تقل إنها لن تقدم بعد الآن أسلحة للكيان الإسرائيلي، بل زعمت أنها ستتوقف عن بيع وإرسال أي أسلحة تستخدم في الهجوم على رفح.
وأضاف: ينبغي أن نرى إلى أي مدى حكومة بايدن حازمة وثابتة في تصريحاتها ومواقفها تجاه الكيان الإسرائيلي، ومن ناحية أخرى، إلى أي مدى يهتم المسؤولون في هذا الكيان بمواقف حكومة بايدن.
وفي إشارة إلى تصريحات بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، حيث قال “إذا اضطررنا لذلك، فسوف نقاتل وحدنا بأظافرنا” أكد هذا الخبير في القضايا الدولية: إن مثل هذه التصريحات تدل على أن الولايات المتحدة إما غير قادرة على تنفيذ مواقفها وسياساتها، أو أن الكيان الإسرائيلي أعد نفسه لأي احتمال.
وأشار أبوالفتح إلى أن إدارة بايدن تتعرض لضغوط بسبب تصرفات الكيان الإسرائيلي في غزة ورفح على مستوى الرأي العام المحلي والعالمي، وقال: لقد تدهورت مصداقية الولايات المتحدة بشدة فيما يتعلق بادعائها باحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان، وباتت موضع شك في المحافل الدولية. في هذه الأثناء، ونظراً لقرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024، يحاول بايدن الاهتمام بهذه الأجواء، لذا فهو بحاجة إلى تبني مثل هذه المواقف. هذا على الرغم من أن البنية العسكرية والسياسية للولايات المتحدة ليست من النوع الذي يمكّنها من قطع الدعم العسكري والسياسي للكيان الإسرائيلي.
وتابع قائلاً: يجب التفريق بين دعم الإدارة الأمريكية للحكومة وبين دعم جيش الكيان الإسرائيلي. الدعم الأمريكي للحكومة الإسرائيلية ولنتنياهو أو أي شخص آخر في منصب رئيس الوزراء يمكن أن يتغير أو يعدل، لكن ما لن تتراجع عنه الإدارة الأمريكية هو دعم جيش هذا الكيان. لأن وجود الكيان الإسرائيلي يعتمد على قوة جيشه والشرط الوحيد لحماية دولة إسرائيل اليهودية هو جيشها وبالطبع اقتصادها. ومن ناحية أخرى، لا يمكنها أن تتقاعس في دعم الجيش الإسرائيلي وستوفر له كل ما يحتاجه، وحتى لو أرادت ذلك، فلا يمكنها أن تجعل قيوداً للجيش الإسرائيلي.
وبالإشارة إلى أن الحكومة الأمريكية أعلنت أنها ستفرض عقوبات على أربع كتائب من الجيش الإسرائيلي أو تحظر الأسلحة التي ستستخدم في الهجوم على رفح، قال هذا الخبير في الشؤون الدولية: هل تبيع الحكومة الأمريكية أسلحة للجيش الإسرائيلي لتقوم اليوم بحظرها على الكتائب؟ الأسلحة وإدارة استخدامها هي تحت تصرف جيش هذا الكيان، وهو الذي يحدد أي كتيبة ستنفذ أي عملية. إن هذه العقوبات المعلنة والإجراءات الأمريكية هي مجرد استعراض وليس لها أي تأثير عملي. وبطبيعة الحال، تراجعت السلطات الأمريكية لاحقاً عن الادعاء ذاته، لأنه كما ذكرنا، لا ينبغي المساس بالجيش الإسرائيلي.
0 تعليق