المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في الشؤون الاستراتيجية: "وضعت البحرية الأمريكية على جدول أعمالها مشروعاً بهدف تحويل منصات نفط في المحيط الهادئ إلى قواعد دفاع صاروخي متنقلة لمواجهة تهديدات الصين. من المقرر أن يتم تجهيز هذه المنصات رداً على التهديدات الصاروخية الصينية المتنامية في منطقة المحيط الهادئ. ومن المتوقع أن تلعب المنصات المحوّلة إلى قواعد دفاع صاروخي دوراً بارزاً في زيادة قدرات الدفاع الجوي الأمريكي ودعم مهامها الهجومية."
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار سيدرضا ميرطاهر إلى زيادة التوتر بين الصين والولايات المتحدة، قائلاً: “المواجهة بين الولايات المتحدة والصين قد اشتدت بشكل حاد في العقد الأخير، خاصة بعد اتساع مجالات التوتر بين الجانبين خلال رئاسة دونالد ترامب. وقد استمرت هذه التوترات خلال رئاسة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن.”
وأضاف: “آخر الإجراءات في سياق هذه المواجهة هو القرار الأمريكي بشأن تيك توك؛ تنوي الإدارة الأمريكية، بموجب قانون أمريكي، إما شراء منصة التواصل الاجتماعي هذا لضمان أمن بيانات المستخدمين أو حظرها. لكن مالك تيك توك أعلن أنه غير مستعد لبيعه، ومن المحتمل جداً أن يتم حظر تيك توك، الذي يستخدمه أكثر من 150 مليون أمريكي.”
وبحسب الخبير، فإن المواجهة بين الولايات المتحدة والصين في المجال العسكري والأمني تكتسب أبعاداً جديدة يوماً بعد يوم. ففي الآونة الأخيرة، أعلنت البحرية الأميركية أنها تخطط لاستخدام منصات نفط زائدة أو غير مستخدمة في المحيط الهادئ لنشر أنظمة الدفاع الصاروخي أو المضادة للصواريخ.
ورأى ميرطاهر: “هذا الإجراء يبدو منطقياً بالنظر إلى أن الصين قامت باستثمار ضخم في مجال بناء ونشر جميع أنواع أنظمة الصواريخ الباليستية، وأنظمة صواريخ كروز التي تطلق من الجو، وأنظمة الصواريخ التي تطلق من الأرض والبحر، ونظام صاروخي هجومي ولديها الآن ترسانة ضخمة في هذا المجال.”
وذكر الخبير أن الاستراتيجيين الأمريكيين يعتقدون أنه في أي معركة مستقبلية بين الصين والولايات المتحدة في غرب المحيط الهادئ، سيحاول الصينيون بالتأكيد استخدام القاذفات الاستراتيجية وصواريخ كروز التي تطلق من الجو أو صواريخ باليستية أرض ـ أرض بعيدة المدى لاستهداف القواعد الأمريكية في أماكن مختلفة، وأضاف: “بالطبع سيتخذ الأمريكيون بعض الإجراءات المضادة بالنظر لهذا التقييم، ومن أهمها نشر أنواع مختلفة من أنظمة الدفاع الصاروخي بأشكال مختلفة. وعلى الأرجح، فإن الأنظمة المضادة للصواريخ التي ستنشرها الولايات المتحدة على منصات النفط ستكون على شكل قطع مجزأة يمكن نقلها واستخدامها ونشر أنظمة الرادار المرتبطة بها بالحاويات، مما يمكّن من نقلها بسرعة؛ ومن شأن مثل هذا الإجراء أن يلعب دوراً فعالاً في الدفاع ضد الهجمات الصاروخية الصينية المحتملة”.
وفيما يتعلق بالإجراءات المضادة التي اتخذتها الصين قال ميرطاهر: “لقد شكلت الصين قدرات هجومية كبيرة وملحوظة في السنوات القليلة الماضية، من بينها أنها تعمل بسرعة على بناء العديد من حاملات الطائرات وهي تبني حالياً الثالثة والرابعة منها. كما تجهز الصين أنواع المدمرات والفرقاطات لقواتها البحرية بسرعة غير مسبوقة.”
وتابع الخبير: “تخطط الصين أيضاً لإزاحة الستار عن قاذفة استراتيجية شبح في المستقبل القريب جداً، مما يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو زيادة قدراتها الهجومية الجوية، خاصة هجمات محتملة على الأراضي الأمريكية أو القواعد الأمريكية في مناطق بعيدة عن الصين.”
وإذ أكد ميرطاهر على أنه بشكل عام لم تنخفض التوتر بين بكين وواشنطن خلال العقدين الأخيرين بل اشتدت في مختلف الجوانب، قال فيما يتعلق آفاق هذه التوترات: “لا يبدو في الأفق أن حدة التوترات بين الجانبين سوف تنخفض، لكن مع الأخذ في الاعتبار بأن الصين ستصبح الاقتصاد الأول في العالم بحلول عام 2030 حسب التوقعات، وفي ظل اتخاذها خطوات مهمة نحو تعزيز قدراتها العسكرية في الوقت نفسه، خاصة في المجال الهجومي، يمكن التنبؤ بأن الأمر سيؤول في نهاية المطاف إلى استعداد الولايات المتحدة والصين لمواجهة محتملة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أو غرب المحيط الهادئ اذا اقتضى الأمر.”
0 تعليق