المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: أشار السفير الإيراني السابق لدى فرنسا، إلى أن باريس التي لها مصالح اقتصادية وثقافية وعسكرية وتسليحية مهمة للغاية في منطقة غرب آسيا، تريد في الوضع الراهن زيادة حضورها وتأثيرها في هذه المنطقة، و أردف قائلاً: وقد انتهزت هذه الدولة الفرصة وزادت من وجودها في هذه المنطقة بعد تقييم الوضع والظروف التي قد تطرأ في المنطقة بعد الغياب الأمريكي.
ذكر أبوالقاسم دلفي في حديثه للموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إشارة إلى قرار فرنسا تقديم دعم عسكري للإمارات، خاصة لحماية مجالها الجوي من أي غزو، بأن فرنسا لها وجود عسكري واضح في الخليج الفارسي.
وأشار إلى العلاقات الواسعة النطاق بين فرنسا والإمارات في مختلف المجالات وخاصة العلاقات العسكرية والاقتصادية والثقافية، وأكد على المصالح الکبیرة لهذه الدولة في الإمارات، مضيفاً: افتتح متحف اللوفر فرعاً في الإمارات العربية المتحدة، وقد أنفق الشعب الإماراتي الكثير من الأموال على المجالات الثقافية وعلاقاتهم في فرنسا؛ وفي الوقت نفسه، تنشط الشركات الفرنسية أيضاً في الإمارات، وتعتبر هذا التضامن كذريعة للدفاع عن الإمارات.
وأكد الخبير في الشؤون الدولية: في العقدين الماضيين، تضاءل الوجود الفرنسي في الشرق الأوسط إلى حد ما، وشهدنا تقلص نفوذهم في سوريا، وبدرجة أقل في لبنان. لكن في الظروف الراهنة تحاول باريس، التي لها مصالح اقتصادية وثقافية وعسكرية وتسليحية مهمة للغاية في المنطقة، زيادة حضورها وتأثيرها فيها.
موضحاً أن فرنسا زادت مبيعات الأسلحة والتعاون العسكري في منطقة الخليج الفارسي بشكل كبير في السنوات الأخيرة، أشار دلفي إلى دعم باريس للرياض وقوات التحالف بقيادة السعودية في الحرب غير المتكافئـة ضد اليمن، بالرغم من الضغوط الدولية العديدة، وقال: بعد تكثيف هجمات الحوثيين على السعودية والإمارات، أجرى الفرنسيون محادثات مع السعودية، ووجدوا في الواقع ذريعة جيدة لتعزيز وجود مقاتلاتهم ودفاعهم الجوي في هذين البلدين.
وذكّر قائلاً: يُعرف لودريان، وزير خارجية فرنسا الحالي، الذي كان سابقاً وزير الحرب، بأنه مؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات العسكرية الواسعة ومبيعات الأسلحة لفرنسا إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية، والإمارات وقطر والكويت. يُعرف أساساً بأنه أحد المحنكين في الحزب الاشتراكي الفرنسي ومن المشجعين والمقربين من الفصائل العربية الشهيرة. والآن، يسير وزير الدفاع الفرنسي الحالي على نفس المسار.
أكد الدبلوماسي الإيراني السابق في فرنسا، في شرحه لأسباب رغبة الإمارات وبعض الدول العربية في تمهيد الطريق أمام تواجد الدول العابرة للإقليم في الخليج الفارسي، على أهمية العلاقات بين إيران ودول المنطقة رغم كل العراقيل وانتهاك العهود من جانب أبو ظبي والرياض في العلاقات الإقليمية ودول الجوار، وصرح بأنه يجب على جميع الأطراف توخي اليقظة للحفاظ على الأمن والهدوء في المنطقة.
وأكمل: تتمتع إيران بعلاقات فعالة نسبياً مع الإمارات، لا سيما في قطاع التجارة، وخلال هذه الفترة أكدت على علاقاتها مع جيرانها. في الوقت نفسه، يجب الانتباه إلى شيطنة الكيان الصهيوني للإخلال في علاقات إيران مع جيرانها، وضرورة حل المشاكل في إطار الحوار وتبادل الآراء.
وحول تداعيات الدعم العسكري الفرنسي للإمارات على السلوك الإقليمي لهذه الدولة، بالنظر إلى بعض الانسحابات في اليمن، قال: إن ظروف الحرب وانعدام الأمن في الإمارات تشكل بالتأكيد خسارة كبيرة لهذه الدولة. بالطبع، لدى الإمارات العربية المتحدة أيضاً حسابات خاطئة في سلوكها الإقليمي وهناك من يحب الشيطنة في هذه الدولة ويتسبب بالمشاكل للإمارات؛ في الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أن الدعم الفرنسي للإمارات ليس بالأمر الجديد، وقد رأيناه قبل هجمات الحوثيين.
ووصفت دلفي قرار الإمارات بمغادرة اليمن بأنه نهائي، بالرغم من الدعم العسكري الفرنسي؛ وأكد: على أي حال، يبدو أن الإمارات قد وصلت إلى نتيجة أن وجودها في التحالف غير المتكافئ ضد اليمن لم يكن حضوراً حكيماً ومفيداً لمصالحها طويلة الأمد. في الواقع، كانوا يحاولون تمهيد الطريق بطريقة ما لخروج وجيه من هذه المعركة. إن الخلافات مع السعودية وعزل طريقهم عنها يأتي في نفس الاتجاه، و هو أن الإمارات تعتزم إعادة النظر في قراراتها بشأن اليمن.
وأكد الخبير في الشؤون الدولية على ضرورة الاهتمام بالرسائل الفرنسية من أجل لعب دور أكثر فاعلية في المنطقة وخاصة في الخليج الفارسي، وأفاد: يعود سبب جزء من وجود فرنسا الموسع في الإمارات ودول المنطقة إلى عدم تحديد علاقات إيران مع فرنسا حسب التطورات والظروف القائمة. بالإضافة إلى محادثات فيينا، يجب أن يكون لدى إيران قنوات محددة للحوار مع فرنسا والدول الأوروبية الأخرى. لا تتعارض سياسة الحكومة في التوجه نحو الشرق مع العلاقات الطبيعية القائمة على المصالح الوطنية الايرانية مع الدول الأخرى، وستمنع هذه المحادثات بعض المواجهات والتجاوزات والخطط لخلق مناخ ضد إيران في المنطقة.
0 تعليق