المجلس الإستراتیجي أونلاین - مذکرة: الهجمات الأخیرة التي نفذتها جماعة داعش الإرهابیة علی مقرات اللواء الثاني لقوات الحشد الشعبي في الطارمیة شمال بغداد، والتي أدت إلی استشهاد 4 عناصر من قادتها، تحکي عن وجود سیناریو جدید لعودة داعش إلی العراق.
حسن هاني زاده - خبیر في شؤون الشرق الأوسط
تعتبر الطارمیة منطقة مهمة شمال بغداد والتي تربط عدة محافظات في غرب و شمال العراق بمدینة بغداد و المدن العراقیة الأخری. خلال الهجمات الوحشیة لداعش علی منطقة الطارمیة ببغداد، إستشهد عدد من قادة الحشد الشعبي، فضلاً عن مدنيين عراقیین عاديين.
وتم نقل داعش من سوریا إلی العراق منذ عام 2014 بإشراف القوات الأمریکیة و بمساعدة مالیة من بعض الدول العربیة في المنطقة، و خلال السنوات الـ 4 ، إرتکبت داعش جرائم کثیرة ضد الشعب العراقي عبر احتلال أجزاء مهمة من الأراضي العراقیة. منذ ذلک الحین، قدمت ایران جمیع إمکانیاتها العسکریة و اللوجستیة للقوات العراقیة المسلحة في إطار رؤیتها الإسلامیة والإنسانیة للعراق و في نهایة المطاف في عام 2018، بعد 4 أعوام من المعرکة المیدانیة القاتلة، تمکنت ایران قمع داعش و تحریر الأجزاء المحتلة من الأراضي العراقیة.
بالتزامن مع هذه العملیة، و مع فتوی المرجعیة الشیعیة بالنجف و ذکاء التیارات السیاسیة العراقیة، أسست القوات الشعبیة من بینها الحشد الشعبي، و حزب الله، و عصائب اهل الحق، و النجباء للدفاع عن الشعب العراقي أمام الهجمات الوحشیة لداعش، ولکن للأسف، منذ ذلک الحین، شنت امریکا والکیان الصهیوني و بعض الأنظمة العربیة الرجعیة عملیات مکثفة ضد القوات الشعبیة العراقیة وأدخلت هذه القوات ضد الحکومة العراقیة، بینما بذل الحشد الشعبي قصارى جهده للحفاظ علی الأمن المادي للعراق.
ولعبت القوات الأمریکیة المتواجدة في العراق دوراً مباشراً في تعزیز و نقل تنظیم داعش من شرق فرات سوریا إلی شمال و غرب العراق، کما أنها زودت هذه العناصر الإرهابیة بالأسلحة المتطورة. کان هدف أمریکا من نقل هذه العناصر الإرهابیة من شرق فرات سوریا إلی العراق خلق بیئة حرجة و غیر آمنة داخل الحدود العراقیة السوریة المشترکة للحد من تشکیل جبهة سوریة – عراقیة مشترکة فی المناطق الحدودیة المشترکة لمکافحة هذه العناصر الإرهابیة ولکن تشکیل التعاون الإِیراني والسوري والعراقي المشترک لمواجهة العناصر الإرهابیة و التنظیم الدقیق للقوات الشعبیة فی العراق وسوریا، أحبط الخطة الأمریکیة لخلق الشر في المنطقة و إستخدام المجموعات الإرهابیة کأداة. الآن و مرة أخری، شجعت القوات الأمریکیة داعش على تنفیذ عملیة إرهابیة ضد الحشد الشعبي لمنع هذا الإجتماع التاریخي من الحدوث.
القمة التاریخیة لقادة دول المنطقة في بغداد
مشارکة الرئیس الفرنسي في هذا الإجتماع التاریخي ستعني بالتأکید أن الإتحاد الأوروبي و خاصة فرنسا، یعمل علی تقلیص دور الولایات المتحدة و بریطانیا في غرب آسیا والقیام بدور أکثر نشاطاً في المنطقة. من جهة أخری، تحاول أمریکا والکیان الصهیوني دائماً استخدام تنظیم داعش الإرهابي کـأداة لزعزعة استقرار دول الأعضاء في محور المقاومة؛ لأن تقارب دول المنطقة سیؤدي إلی عزل الکیان الصهیوني. لذلک، وخلال الأیام الأخیرة، حدثت عدة عملیات إرهابیة ضد مقرات الحشد الشعبي في بغداد وصلاح الدین ودیالی بهدف زعزعة الأمن في العراق و منع عقد قمة دول المنطقة.
و نظراً لدور الحکومة العراقیة فی حل الصراعات الإقلیمیة و محاولة تخفیف التوترات بین ایران و بعض الدول العربیة في المنطقة، يبدو أن الخطة الأمریکیة لزعزعة الأمن في العراق ستفشل والسبب في ذلک أن حکومة رئیس الوزراء مصطفی الکاظمي أصدرت بیانات نددت فییها بشدة، هجمات تنظیم داعش الإرهابي علی مقرات الحشد الشعبي و أعلنت أن الحکومة ستحشد جمیع قواتها الأمنیة لقمع تنظیم داعش الإرهابي. وفی نفس الوقت، وعلی أعتاب قمة بغداد،شکّل الحشد الشعبي والقوات الشعبیة العراقیة الأخری، مثل حزب الله، النجباء و عصائب اهل الحق، غرفة عملیات مشترکة وأعلنوا استعدادهم للحفاظ علی أمن العراق طوال عقد قمة دول المنطقة. لذلک من الواضح تماماً أن وراء الهجمات المفاجئة والمتسلسلة لداعش ضد القوات الشعبیة، هناک سیناریو أمریکي – صهیوني معد مسبقاً، یهدف إلی منع تشکیل اجتماع قمة الدول الثماني في المنطقة.
0 تعليق