المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: يعتقد أمين عام المركز الإيراني الصيني للدراسات الاستراتيجية أن العلاقات بين واشنطن وبكين تواجه آفاقاً مضطربة في عهد ترامب بعد حرب الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة.
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، صرح فرشاد عادل: في هذه الفترة المضطربة من العلاقات بين البلدين، فإن النهج النهائي للصين هو محاولة تجاوز هذا الوضع بأقل قدر من المخاطر، والاستعداد لإيجاد حلول للعودة إلى السوق الأمريكية.
وأضاف أن وجهة نظر ترامب المفضلة هي في السياسة وأن الاقتصاد الصيني يعتمد على الصادرات، وقال: إن الرغبة المتزايدة لاستخدام السلع الصينية في السوق الأمريكية أدت إلى حصول عجز تجاري بنحو 300 مليار دولار في التجارة الأمريكية مع الصين، وهو ما يعني زيادة غير مسبوقة في الواردات الأمريكية من الصين وانخفاض صادراتها إلى هذا البلد.
وأشار الخبير في القضايا الاستراتيجية إلى أن حجم التجارة بين الولايات المتحدة والصين في عام 2024 قُدّر بنحو 583 مليار دولار، وبحسب التقارير الإحصائية فإن 438.9 مليار دولار من حجم التجارة هذا كان مرتبطاً بتصدير السلع الصينية إلى الولايات المتحدة، وأضاف: هذه الأرقام تشير إلى أهمية السوق الأمريكية بالنسبة للاقتصاد الصيني، ومن الواضح أن جعل دخول السلع الصينية إلى السوق الأمريكية أكثر صعوبة سيكون له آثار قصيرة الأجل مثل انخفاض معدل النمو الاقتصادي الصيني وإضعاف قيمة اليوان.
كما يعتقد الخبير أن هذا قد يكون له تأثيرات أوسع على الاقتصاد الصيني على المدى الطويل، مما قد يؤدي إلى تغيير الاستراتيجيات الاقتصادية للبلاد بعيداً عن الاعتماد على الصادرات. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك أيضاً إلى زيادة اهتمام الصين بمتطلبات السوق المحلية وتسريع خططها للاستثمار في التكنولوجيات المتقدمة.
وأشار إلى أنه في البعد الدولي وبالنظر إلى أن الأسواق الأخرى تعاني أيضاً من حرب الرسوم الجمركية الأمريكية، فإن إعلان ترامب الحرب الاقتصادية على العالم يمكن اعتباره فرصة للصين، لأنه إذا اتخذت الدول الأوروبية إجراءات انتقامية ضد الرسوم الجمركية الأمريكية، فإن ذلك سيوفر فرصة للصين لتوسيع نفوذها الاقتصادي في العالم من خلال تقديم حوافز مشجعة.
وعن الحرب الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، قال أمين عام المركز الإيراني الصيني للدراسات الاستراتيجية: تشمل رسوم ترامب الجمركية العديد من حلفاء الولايات المتحدة بالإضافة إلى الصين، وإذا لم تتوصل الولايات المتحدة إلى تفاهم مربح للجانبين مع دول مثل اليابان وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي، فإن الإقتصاد الأمريكي سيواجه تحديات وسنشهد انهيار النظام الاقتصادي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية.
ويعتقد هذا الخبير الاقتصادي إن هذه القضية قد تخلق فرصة للصين، التي طرحت مبادرات مثل “الحزام والطريق” و”الاقتصاد ثنائي السرعة” في عامي 2013 و 2020 لقيادة الشبكات المنهارة للاقتصاد العالمي برؤية استراتيجية ومرونة اقتصادية.
وبحسب قوله، فإنه في هذا المنظور، يبدو أن موقف الصين في المواجهة الاقتصادية مع الولايات المتحدة ليس ضعيفاً، وكان أول إجراء اتخذته بكين هو فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على جميع السلع المستوردة من الولايات المتحدة، وهذا الإجراء هو ضغط مستهدف من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على قاعدة ناخبي ترامب.
وفي سياق استعراضه للتدابير المضادة الصينية الأخرى لمواجهة الحرب الاقتصادية والتجارية الأمريكية، أضاف: وفي خطوة أخرى، أعلنت جمهورية الصين الشعبية عن فرض قيود على صادرات سبعة معادن نادرة ومشتقاتها، وهو إجراء يستهدف بشكل مباشر الحلقات الضعيفة في سلاسل التوريد التكنولوجية والدفاعية الأمريكية. وتستحوذ الصين على ما يقرب من 90 في المائة من المعادن النادرة في العالم، وهذا من شأنه أن يؤثر على صناعة الطيران والفضاء الأمريكية المتقدمة وشركات مثل لوكهيد مارتن، لأن احتياطيات الولايات المتحدة من المعادن النادرة لا تكفي لتلبية الاحتياجات المستمرة للشركات العاملة في قطاعي الدفاع والفضاء في البلاد.
0 تعليق