المجلس الإستراتیجي أونلاین ـ حوار: قال خبیر فی الشؤون الدولیة، بما أن الیونان تمتلك أکبر صناعة نقل بحري في العالم بـ 4901 سفينة، وتنقل نحو 20 بالمئة من جمیع البضائع في العالم، ستكون ذات أهمیة إستراتیجیة لتوفیر الطاقة للإتحاد الأوروبي خاصة بعد الحرب في أوکرانیا.
وأضاف مسعود شکوري في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية: في عام 2020، ساهم الإسطول البحري المملوك لليونان بنحو 14 مليار يورو في الاقتصاد اليوناني بنسبة نمو 4 بالمئة، لکن الأهمیة الإستراتیجیة للسفن الیونانیة تكمن في توفير الطاقة للاتحاد الأوروبي. واستناداً لآخر التقاریر، فإن حوالي 58 بالمئة من الطاقة التي تحتاجها أوروبا من خارج الاتحاد تصل إلى دول هذه القارة عبر البحر وبواسطة السفن الیونانیة.
وأضاف: تظهر آخر المعلومات المنتشرة أن الیونان لديها أکبر صناعة نقل بحري في العالم. وتأتي بعدها الیابان، والصین، وسنغافورة، وألمانیا، وکوریا الجنوبیة، والنرویج، والولایات المتحدة، وانکلترا، والدنمارک. كما تمتلك اليونان الحصة الأكبر من ملكية السفن والشحن في الإتحاد الأوروبي، بحیث أن 58 بالمئة من الأسطول الخاضع لسیطرة الإتحاد الأوروبي مملوک للیونان، وأکثر من ثلث سفن الأسطول المملوک للیونان أي 1706 سفینة، تبحر تحت علم الإتحاد الأوروبي.
وتابع شکوري: على سبيل المثال، حوالي 30 بالمئة من مجموع ناقلات النفط في العالم، ونحو 15 بالمئة من السفن التي تنقل مواد کیمیاویة، و حوالي 16 بالمئة من السفن الحاملة للغاز المسال تمتلكها حالیاً الیونان، وهي میزة تنافسیة لهذه الدولة المتوسطیة مقارنة بالدول الأوروبیة الأخری.
وأشار إلی إستثمارات الیونان في مجال الطاقة، قائلاً: اليونان، وبدعم من الولايات المتحدة، تقوم ببناء عدة محطات للغاز المسال ووحدات عائمة للتخزين ومعالجة الغاز في موانئ البلد، بما في ذلک في ألکساندروبولیس، حتى أن سفیر الولایات المتحدة لدی الیونان قال أثناء زیارته مؤخراً لمرافق الطاقة هذه، إن الولایات المتحدة تدعم الدور المحوري للیونان في إعادة تصمیم خریطة الطاقة لجنوب شرق أوروبا، وتنویع مصادر الطاقة بالتعاون مع جیرانها في البلقان، والمساعدة في کسر إحتکار روسیا للغاز الطبیعي.
وأضاف شکوري: مشاریع مثل محطات عائمة لتخزین ومعالجة الغاز، وخطوط نقل الغاز بین الیونان وبلغاریا، وخط أنابيب الیونان – مقدونیا الشمالیة، ومشروع خط أنابيب النفط ألکساندروبولیس – بورجاس، وربط شبکتي الکهرباء الیونانیة والمصریة، تساهم کلها في تنویع مصادر الطاقة لأوروبا، وتحظى بدعم الولايات المتحدة، فی إطار استراتيجية وقف الإعتماد علی مصادر الطاقة الروسیة.
وأشار الخبیر في الشؤون الدولیة إلی انخفاض واردات أوروبا من الطاقة من روسیا، مضیفاً: خفّض الأوروبیون إعتمادهم علی الغاز الروسي من خلال استيراد الغاز المسال من الولایات المتحدة وخاصة عبر الیونان. فقد استورد الإتحاد الأوروبي في عام 2021، حوالي 300 ملیون طن من منتجات الطاقة من روسیا، حيث إنخفضت هذه الكمية إلی أقل من النصف بعد الحرب في أوکرانیا.
0 تعليق