جدیدترین مطالب
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
أحدث المقالات
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
تقييم سياسة بكين في التنافس الاستراتيجي الصيني الأمريكي
في حديثه إلى الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال الدكتور حامد وفائي إن العلاقات الصينية الأمريكية لها معادلات معقدة بسبب مختلف القضايا بين القوتين، وأوضح: كان الاجتماع الافتراضي الأخير بين رئيسي الولايات المتحدة والصين هو أول نقاش وتفاوض مطول بين كبار المسؤولين في الدولتين، وعلى عكس النهج الذي اعتادت عليه الصين، فقد نشروا جزءاً كبيراً من تصريحات السيد “شي جين بينغ” خلال المفاوضات مع بايدن.
وصرح الأستاذ: يمكن اعتبار هذه التصريحات أحدث بيان للصين وحزبها الشيوعي ضد الولايات المتحدة، وينبغي إيلاء اهتمام خاص لأبعاد تقرير وزارة الخارجية الصينية عن هذا الاجتماع.
مبادئ اهتمام الصين بالتعامل مع الولايات المتحدة
و مشيراً إلى أن الصين لا تبحث عن تحد مع الولايات المتحدة، شرح وفائي: إن مناقشة الصين حول “العلاقات السليمة والمستقرة” لها عدة مبادئ، من أهمها مناقشة “الاحترام المتبادل” لنموذج التنمية والمصالح المبدئية والهواجس الأساسية للدول. يؤكد الصينيون أنه من خلال النظر في هذه القضايا، يتم إيلاء الاهتمام للسيطرة على الخلافات والتوجه نحو “القواسم المشتركة”.
وأضاف: في محادثاته مع بايدن، أكد الرئيس الصيني على أن عبارة “القواسم مشتركة”، التي تشمل كلا من الصين والولايات المتحدة، يجب أن يضاف إليها عبارة “التعايش المشترك”. في الواقع، لا يزال الصينيون يظهرون استعدادهم للتعامل مع الولايات المتحدة.
ووصف المبدأ الثاني لعلاقة الصين مع الولايات المتحدة بأنه “السلام والتفاهم”، وأضاف الاستاذ الجامعي: تعتبر الصين “التعاون القائم على الربح المشترك” مبدأً آخر للعلاقات مع الولايات المتحدة، وتحدث الزعيم الصيني، في اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، علناً عن جهود الصين لإنشاء كعكة كبيرة للتعاون بين الدولتين، مؤكداً أن نظرة “صفر – واحد” أمر مرفوض.
ووصف وفائي بعض التفسيرات بأن الصين تسعى إلى تراجع الولايات المتحدة، غير صحيحة؛ وأردف: إن الرئيس الصيني الذي يصبح كلامه قانوناً في الصين، قال لبايدن إن العالم، عالم كبير وأن لكل من الصين والولايات المتحدة مكان ليحضرا فيه ويحققا مصالحهما.
مشيراً إلى أنه خلال الاجتماع بين بايدن وشي جين بينغ، ذكر الزعيم الصيني أن الصين والولايات المتحدة، كدولتين عظيمتين، يجب أن تظهرا مسؤوليتهما في قيادة النظام الدولي للخروج من الأزمات، ودعا الولايات المتحدة للانضمام إلى مبادرات الصين العالمية؛ وأضاف الخبير في الشوؤن الصينية: ناقشت الصين “روح المساواة والمصالح المتبادلة” وأشارت إلى أنها مستعدة للتجارة مع الولايات المتحدة على مختلف المستويات، ولا ينبغي السماح لفضاء العلاقات الثنائية بالخروج من دائرة السيطرة.
وأشار إلى تعزيز التنسيق في مختلف القضايا باعتباره تأكيداً آخر من الرئيس الصيني في اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، وقال: قدم “شي جين بينغ” قصة رمزية في هذا الصدد، و هي إنه في البحر العظيم للعالم، تتحرك سفينتان عملاقتان، الصين والولايات المتحدة، ولديهما مهمة تولي قيادة هاتين السفينتين وتحديد الاتجاه من خلال السيطرة على الدفة والشراع لكيلا يحدث الاصطدام. أعربت الصين عن أملها في ألا يشرع الأمريكيون في حرب باردة جديدة.
تابع وفائي: في جزء صغير من خطابه، تطرق الزعيم الصيني أيضاً إلى التحديات بين البلدين، قائلاً إن سياسة السيطرة على الصين باستخدام ورقة تايوان هي لعب بالنار، ومن يلعب بالنار سيحترق بالتأكيد. أصبحت لهجة الرئيس الصيني في هذا القسم حادة بعض الشيء.
لا تسعى الصين إلى سقوط أو تدمير الولايات المتحدة
ومشيراً إلى استعداد الصين للدخول في قضايا حقوق الإنسان ومعارضة استخدامها كأداة، أضاف المحلل في الشأن الصيني: إذا افترضنا مساحة كبيرة في سياسة التعددية الصينية، التي تعتبر نفسها أحد الأقطاب المهمة في مستقبل النظام العالمي، فإنهم يعتبرون الولايات المتحدة أحد هذه الأقطاب ولا يسعون إلى سقوطها وتدميرها على الإطلاق. كما أكد الرئيس الصيني، على أن “التعددية على الساحة الدولية لن تكون ممكنة بدون تعاون الولايات المتحدة والصين”.
و أفاد: إن المسار الذي حددته الصين لمتابعة مصالحها في مستقبل النظام العالمي هو السياسة والدبلوماسية المتعددة الأطراف، وتؤكد أن علاقاتها مع الولايات المتحدة يجب أن تكون في إطار منظمة الأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة.
في إشارة إلى أن الصراع الصلب بين الصين والولايات المتحدة غير مرجّح ما لم تتخذ الولايات المتحدة إجراءً، قال وفائي: في الوقت الراهن تكوّن نموذج “كرة الطاولة” في علاقات الولايات المتحدة والصين، وأي ضربة ستقابل برد فوري. لذلك إذا كثفت الولايات المتحدة تعاملاتها مع الصين، فمن المؤكد أن الصين ستستجيب؛ لكنها لن تبدأ الصراع.
وأشار الأستاذ في جامعة طهران إلى إنشاء أذرع قوية وزيادة النفوذ الاقتصادي للصين في مختلف البلدان والمناطق، مبيناً أن الأداة الرئيسية للصين، على عكس الولايات المتحدة، اقتصادية، ورفض بعض التحليلات المتعلقة بالزمانية لسياسة التسامح مع الولايات المتحدة و إمكانية تصعيد الموقف العدواني لهذه الدولة ضد واشنطن إذا تجاوزت أبعاد ومؤشرات القوة لأمريكا.
وأشار وفائي إلى المنافسة الشرسة بين الولايات المتحدة والصين في مجالات التكنولوجيا السيبرانية والذكاء الاصطناعي، وأكد بأن سياسة الصين ونهجها العالمي هو “أن نتواجد أنا و أنت”، وهذا هو الفرق بين السياسة الأمريكية والسياسة الصينية.
قال المحلل في الشؤون الصينية: حددت الصين فكرة “عالم إنساني له مصير مشترك” ولا ينبغي أن ننسى أن الجو الذي خلق أمريكا الحالية كان حالة خاصة في النظام الدولي. تعلم الصين أيضاً أن هناك دولاً أخرى على طريق النمو والتنمية، وأن خلق بيئة متعددة الأقطاب لمستقبل العالم أمر لا مفر منه، لذلك يبدو أن على الولايات المتحدة العمل في الملعب الذي حددته الصين، والتفاعل معها بشكل إيجابي أو سلبي.
0 تعليق