المجلس الإستراتیجي أونلاين - حوار: قال خبیر في شؤون غرب آسیا بشأن رؤیة إدارة الرئیس جو بایدن تجاه سوریا: مع انتقال السلطة من الجمهوریین إلی الدیمقراطیین، أعرب الکثیر من المحللین في شؤون غرب آسیا عن تفاؤلهم تجاه حل قضیة سوریا عبر مفاوضات متعددة الأطراف بمشارکة اللاعبین المعنيين في هذه الأزمة و أشاروا في شرح دلائله إلی عوامل مختلفة منها عدم أولویة القضیة السوریة بالنسبة للولایات المتحدة وسیاسات بایدن المعلنة في الترکیز علی شرق آسیا والمنافسة الإستراتیجیة مع الصین وروسیا والتکلفة المالیة والعسکریة لأزمات غرب آسیا للولایات المتحدة.
وأکد داود أحمدزاده في حواره مع موقع المجلس الإستراتیجي للعلاقات الخارجیة: من جهة أخری، أن اللاعبین الرئیسیین في هذا الملف أي إیران وروسیا، لايرغبان بلعب دور الولایات المتحدة في هذه الأزمة ويعتبران التواجد الأمریکي في سوریا إلی جانب المحور العربي والترکي لمواجهة النظام السیاسي في دمشق، أحد أسباب أزمة الوضع السیاسي في هذا البلد.
وأشار أحمدزاده: أن الأمریکان منذ رئاسة دونالد ترامب بدأوا نشاطاتهم ضد الحکومة السوریة وحلفائها الإقلیمیین بتمریر “قانون قیصر” في مجلس الشیوخ الأمریکي وتشدید العقوبات الإقتصادیة والسیاسیة مضیفاً: حاول الأمریکان من خلال إتخاذ مثل هذه الإجراءات، منع سوریا وحلفائها من أن تزداد قوتهم ووفّروا الأرضیة لإستمرار الأزمة من خلال تقدیم الدعم العسکري والمالي للأکراد بإعتبارهم قوات تعمل بالوکالة عنهم في شرق سوریا.
وأضاف الخبیر: رغم أن السیاسات العدوانیة لأمریکا في دعم حلفائها التقلیدیین مثل السعودیة والكیان الصهیوني وتعزیز الأکراد بـشکل أکبر وانشاء قواعد عسکریة في شرق سوریا و نهب مواردها النفطیة، کانت أکثر وضوحاً في عهد ترامب، إلّا ان السیاسات المزدوجة لجو بایدن وفریقه الأمني في خضم “مغادرة وإستمرار إحتلال” مناطق شرق سوریا تحت عنوان مکافحة داعش أوضحت أنه خارج عن التغییر في البیت الأبیض، بسبب وجود المتغیرات المؤثرة علی الملف السوري بما في ذلک إتفاق القوات الأمنیة والکارتلات العسکریة والإقتصادیة الأمریکیة، لایمکن التغییر في هذا الملف بشکل أساسي و کل ما نراه في غرب آسیا بـشکل عام و سوریا علی وجه الخصوص هو تغییر في التکتیکات ولیس تغییراً في الإستراتیجیة.
وأضاف أحمدزاده: وبالتالي فأن أمریکا في عهد جو بایدن، تسعی ایضاً للحافظ علی نفوذها الإقلیمي في سوریا من خلال الإستمرار في سیاساتها السابقة وعدم تسلیم إدارة الأزمات إلى منافسیها يعني روسیا وإیران.
وأکد الخبیر فی شؤون غرب آسیا: وفي هذا المجال، بعد أن واجه البیت الأبیض ضغوطاً عسکریة من قبل جماعات مناهضة لأمریکا في العراق وعدم الإتفاق مع الأحزاب السیاسیة للحفاظ علی قواعدها العسکریة في المنطقة أیضاً، یبدو أن أمریکا نظراً لإستمرار الإضطرابات في سوریا، تأمل دوماً في الحصول علی حصة في مستقبل السلطة والترتیبات الأمنیة في المنطقة عبر دعمها حلفائها التقلیدیین فی سوریا (الأکراد) وتعزیز القواعد العسکریة والضربات الجویة علی محور المقاومة.
وأضاف الخبير: خلال الأشهر الأخيرة سعى جو بايدن الى خلق توازن قوى في المنطقة خاصة في سوريا من خلال لعب ورقة الأكراد والتقرب الى تركيا ثانية والدفاع عن مواقفها من جهة و تعزيز القوات الداعشية التكفيرية المتبقية في سوريا من جهة ثانية، واستغلال المعادلات الجديدة للقوى لصالحه.
وقال أحمدزاده: لذلک فإن الولایات المتحدة تستخدم قوتها الناعمة والقاسیة في شکل عقوبات وحملات عسکریة علی مواقع الجیش السوري و قوات محور المقاومة وغیر مستعدة للتنازل عن الجبهة السوریة لإیران وروسیا.
وأضاف الخبیر: من جهة أخری ینبغي عدم تجاهل دور الکیان الصهیوني في تشجیع السیاسات العدوانیة لبایدن تجاه سوریا والحفاظ علی القواعد العسکریة لأن الحفاظ علی أمن إسرائیل والتفوق العسکري لهذا الکیان في المنطقة، کما کان الحال في عهد ترامب، هو من الأولویات الرئیسیة للبیت الأبیض.
وقال أحمدزاده: نظراً لترسیخ مواقف ایران في سوریا والعلاقات الإستراتیجیة بین البلدین حول القضایا الإقلیمیة والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطیني، فإن أي زعزعة في إرادة حاكمي أمریکا للإسراع بالإنسحاب من سوریا یمکن أن تؤدي إلی تداعیات أمنیة سلبیة للکیان الصهیوني.
وإستمر بالقول: قامت روسیا خلال الأشهر الأخیرة بتغییر نهجها العسکري تجاه سوریا من خلال تجهیز الدفاعات الجوية السورية بصواریخ جدیدة وتعزیز تواجدها العسکري في طرطوس، وأظهرت أن فترة التسامح مع الکیان الصهیوني وضبط النفس أمام الهجمات الجویة علی الأراضي السوریة قد إنتهت وهذا یعتبر خبر سيء لقادة هذا الکیان الجدد الذین یخوضون حرباً لا نهایة لها علی جبهة شاملة في غرب آسیا مع ایران ومحور المقاومة.
وحول أسباب إستمرار هذا النهج الأمریکي تجاه سوریا وإستمرار التواجد في هذا البلد، صرح الخبیر: بالإضافة إلی المصالح الإقتصادیة في الوصول الى الحقول النفطیة لـسوریا في شرق البلاد والتنافس الإقلیمي مع إیران ووجود الکیان الصهیوني والعداء لإیران من العوامل الرئیسیة لإستمرار التواجد الأمریکي في سوریا وهجماتها الجویة المنظمة ضد مجموعات الحشد الشعبي المتحالفة مع إیران.
0 تعليق