جدیدترین مطالب
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
أحدث المقالات
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
العوامل المؤثرة في التقدم السريع الذي أحرزته طالبان في أفغانستان
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال الدكتور نوذر شفيعي إن “طالبان نحجت في تحقيق تقدم ملحوظ في المناطق الرمادية. فالحركة التي كانت ترغب في حقبة سابقة في التحكم بالزمان بدل الأرض، تريد الآن التحكم بالأرض والزمان معاً؛ أي أنها تريد أن تحتفظ بالمناطق التي تسيطر عليها”.
وفي معرض الرد على سؤال عن الأسباب المؤثرة في تقدم طالبان، أوضح الأستاذ الأكاديمي: “لا شك في أن انسحاب أمريكا والناتو من أفغانستان يأتي في مقدمة الأسباب؛ حيث كان متوقعاً تماماً أن تتمكن طالبان من تحقيق هذا التقدم فور انسحاب أمريكا والناتو من البلاد”.
ورأى أن السبب الثاني هو ضعف الجيش الأفغاني، مضيفاً: “المشاكل التي يواجهها الجيش الأفغاني لم تكن نتيجة نقص في عدد القوات أو التدريب أو الأسلحة، بل كون الحرب غير متكافئة؛ لأنه تلقى التدريب لخوض الحروب التقليدية لكن العمليات التي تنفذها طالبان غير متكافئة في معظمها، ما يصعب الأمر على الجيش لمواجهة طالبان”.
أما السبب الثالث، من منظور شفيعي، يكمن في ضعف الحكومة؛ لأنها انبثقت عن إبرام عقد بين قوى مختلفة “تتصارع دائماً على زيادة نفوذها على السلطة، وهذا الخلل الداخلي يمهد الأرضية لاستعراض طالبان قوتها”.
ورأى شفيعي أن السبب الرابع هو الجانب النفسي، قائلاً: “قبل العام 2001، كانت العمليات التي تنفذها طالبان انتحارية في معظمها وتستهدف الخطوط الأمامية للعدو مباشرة. ورغم أن الحركة كانت تتكبد خسائر في الأرواح خلال هذه العمليات، لكنها وفي المحصلة كانت تدك الخطوط الأمامية للعدو. الخوف والهلع من هذا النوع من العمليات لا يزال قائماً بين الناس والقوات الحكومية والميليشيات الأفغانية. فيجب إحالة جزء من التقدم السريع الذي تحرزه طالبان إلى الاستسلام المتسرع للقوات الحكومية وإخلائها الساحة لصالح طالبان”.
وأضاف الخبير في الشؤون الأفغانية أن الضوء الأخضر والدعم الذي أعطته دول في المنطقة، خاصة الصين وباكستان، لطالبان يمثل السبب الخامس، موضحاً: “بعبارة أخرى، دعم باكستان لطالبان ثابت أما الصين فلا تتخذ مواقف ضد الحركة. والسبب في ذلك هو أن الصين تؤثر في طالبان عن طريق باكستان” .
كما وصف القاعدة الشعبية لطالبان ذات أهمية واعتبرها السبب السادس، قائلاً: “غالبية مقاتلي طالبان من قومية البشتون ومجتمع البشتون يعد من أشد قبائل أفغانستان بل العالم محافظة. وعليه، تتلقى أفكار طالبان ترحيباً لدى أبناء هذه القومية”.
قال الخبير في الشؤون الأفغانية أن الفقر يمثل السبب السابع، مضيفاً: “البطالة منتشرة اليوم بين أعداد كبيرة من الأفغانيين خاصة الشباب منهم، ويرى هؤلاء في الحرب فرصة للعمل. فكل جماعة تدفع أكثر، تستقطب أعداداً من هؤلاء الشباب. وفي ظل هذ الواقع، فإن طالبان التي تمتلك تجارة للمخدرات وتتلقى الدعم المالي من بعض الدول تتمتع بالقدرة على تجنيد هؤلاء”.
وأردف شفيعي قائلاً إن عدم كفاءة الحكومة والفساد المستشري فيها مدعاة قلق لدى الأفغانيين وهما أفرغا الحكومة من رأسمالها الاجتماعي. لذلك، فإن الناس لا يرحبون بالحكومة كثيراً من جهة ولا يبدون مقاومة كبيرة أمام تقدم طالبان من جهة أخرى.
يعتقد شفيعي أنه رغم كل هذه القضايا، فإن ساحة أفغانستان هي ساحة الممكنات وقد يحدث فيها أي شيء.
وبالنسبة لتداعيات انعدام الأمن في أفغانستان واحتمال تمدده إلى الدول المجاورة، قال: “سلوك طالبان والتطورات التي ستترتب على صعودها المحتمل للسلطة في أفغانستان واضحة اليوم لدى بعض الدول ومكتنفة بالغموض لدى بعض آخر. على سبيل المثال، كل شيء واضح بالنسبة لدولة كباكستان، حيث يعتبر نجاح طالبان نجاحاً لباكستان. كما أن هناك احتمال للمصالحة بين الصين وطالبان خاصة بالنظر للعلاقة الوثيقة بين إسلام آباد وبكين”.
أما في ما يخص العلاقات بين طالبان وكل من إيران وروسيا والهند وأمريكا ودول آسيا الوسطى، فقال شفيعي أنها غير واضحة بشكل كبير، موضحاً: “حال وصول طالبان للسلطة تتعرض مصالح تلك الدول لظروف مجهولة. فربما اليوم تتصور بعض الدول أن التطورات في أفغانستان تحت السيطرة لكن الحقيقة هي أن بمجرد تجاوز قوة سياسية وعسكرية مرحلة الخطر ونجاحها في تثبيت سلطتها، فقد يتغير سلوكها”.
0 تعليق